من أوكرانيا إلى غزة.. فنانة تونسية أوكرانية تعرض لوحات فنية تحاكي مرارة الحرب

اختارت الفنانة التشكيلية التونسية الأوكرانية نادية الكعبي طريقة فريدة للتعبير عن ظواهر ومشاعر تدفعها إلى إنتاج أعمال إبداعية، وباستخدام دمها رسمت لوحات تحاكي مرارة الحرب، من أوكرانيا إلى غزة.

و"الكعبي" هي فنانة تونسية أوكرانية، افتتحت، مؤخرًا، في أحد أروقة الفن التشكيلي في العاصمة التونسية معرضًا تشكيليًا تحت عنوان "كفّ وكعبة حلوى"، وقالت إنّها اختارت هذا العنوان لأنّ هذه الجملة تبدو يسيرة التداول عند التونسيين، وهي معبّرة عن وجود صعوبات في الحياة مع توافر الحلول والنور وسط الظلام، وفق ما أكدته لـ "إرم نيوز".

وتشتغل "الكعبي" بتقنيات مختلفة، رغم أنها متكونة كرسامة في مدرسة الفنون الجميلة بتونس، لكنها ترغب في توسيع دائرة خيالها، واكتشاف مدارس جديدة، وتحاول الغوص في الحياة كالطفل الذي يكتشف الأشياء لأول مرة في حياته، وهذا هو التوجه الذي تتبعه في أعمالها الفنية، بحسب تعبيرها.

وتعتبر الفنانة التونسية الأوكرانية أنّ أي كلمة تنطق بها أو عمل تقوم به، نابعان من أحاسيس داخلية عميقة، لكن هذا لا يعني أنها عاشت تلك الحالة، مشيرة إلى أنها أنتجت لوحات محورها الحرب مع أنها لم تعشْ الحرب في حياتها بطريقة مباشرة، وإنما بطريقة غير مباشرة بما أنّ أمها أوكرانية وعائلتها هناك، ولديها أقارب يقاتلون في أوكرانيا، وقالت إنها تعرف أشخاصًا سقطوا في تلك الحرب، هذا فضلاً عمّا يجري في فلسطين.

وأكّدت "الكعبي" أنه انطلاقًا من سيلان الدم الذي تشاهده في هذه الحروب كانت فكرة إنتاج لوحات فنية انطلاقًا من الدم كمادة أساسية، فرسمت مثلاً الكوفية الفلسطينية وزيّنتها بدمها، معتبرة أنّ هذا ما يمكن أن تقوم به للتعبير عن تضامنها مع الفلسطينيين، وقد جاء هذا التعبير تلقائيًا، وفق تأكيدها.

وتستعير الفنانة التشكيلية الحجارة والدم للتعبير عن الوضع في فلسطين في ظلّ الحرب القائمة في غزة منذ نحو 50 يومًا.

ومن بين اللوحات المعروضة صورة مسبح داخل فندق، بأرضية حمراء تحاكي ملاعب التنس، وقالت إنّها تستحضر مسيرة لاعب التنس التونسية ذات الصيت العالمي أنس جابر، التي بدأت مسيرتها الرياضية من فنادق محافظة المنستير الساحلية، وفق قولها.

و"الكعبي" هي فنانة تشكيلية تشتغل على عدة وسائط، وحصلت على الماجستير من مدرسة الفنون الجميلة في تونس، ثمّ حصلت على الدكتوراة من جامعة السوربون في باريس، ونشأت بين تونس وكييف ودبي، وأثّرت الهجرة عبر الثقافات والحدود بشكل كبير على ممارساتها الفنية.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com