"معجزات" المقامات المريمية بين البوسنة وإيطاليا

"معجزات" المقامات المريمية بين البوسنة وإيطاليا

تمثالٌ يبكي دماً وآخر يذرف الدموع.. ويرشح من ثالثٍ زيتٌ مقدّس يتميّز بقدراتٍ عجائبية.

وعدد لا يحصى من الظواهر المماثلة، التي تتعلق بتماثيل أو صور للعذراء والمسيح والقديسين، من البوسنة إلى إيطاليا.

أحدها تمثال لعذراء تريفينيانو المتواجد في منطقةٍ قريبةٍ من روما، يفِدُ المئات إليه للصلاة أمامه، ويصفونه بالـ "عجائبي"، والذي قدم إلى المنطقة من رحلة حجّ إلى البوسنة عام 2016، قامت بها "جيزيلا كارديا" الخمسينية الإيطالية.

"الرائية"، كما يلقبها الحجاج، روت أنها شاهدت التمثال يبكي، ويُكَثّر البيتزا ومعكرونة النيوكي، على غرار "معجزة تكثير الخبز والسمك" التي ورَدَ ذكرُها في أناجيل رسل المسيح الأربعة..

كما أكدت ظهور علامات على جسمها، مماثلة لجروح السيد المسيح، بحسب ما وصفها الإنجيل، وكانت لها تنبؤات تتعلق بجائحة كوفيد -19 وبالحرب في أوكرانيا.

لكن سكان تريفينيانو ينزعجون من كارديا ومعجزاتها المزعومة، معتبرين أنهم تعرّضوا "لعملية احتيال ضخمة"، مُبدين استياءهم من إقبال الحجاج الكثيف على بلدتهم.

فالموضوع بالنسبة لأكثرهم لا يعدو كونه مصدراً للكسب المادي، خاصةً وأن جيزيلا كارديا "سيدة الأعمال السابقة"، والتي أدينت عام 2013 بتهمة الإفلاس الاحتيالي، تمكنت من تأسيس جمعية لمساعدة المرضى، إلا أن أنشطتها غدت مربحة جداً لها.

من جانبها، تؤكد الكنيسة أن بعض تلك الظواهر "غير قابلة للتفسير علمياً"، بينما يحاول العلماء تفسيرها، من خلال تكثيف الهواء، والاختلاف في الكثافة، وغيرها..

إلا أن "العلم لا يكفي لإعادة النظر في المعتقدات الإيمانية"، بحسب عالمة اجتماع العلوم والمعتقدات في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية "رومي سوفاير".

ويحذر الأب سالفاتوري بيريلا من أنه "لا يمكننا إطلاقاً أن نبني الإيمان على المعتقدات الشعبية البسيطة"، بينما يشير الباحثون إلى أن فترات الأزمات أو الحروب تعزز الانبهار بهذه الظاهرة.

وهو ما تؤكده سوفاير بقولها إنه "عندما نكون في مرحلة ضبابية، مرتبطة بجائحة أو مشكلة اقتصادية، يبحث الناس عن إجابات، وينشدون الأمل".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com