بريطانيا وحقيقة الاستيلاء على فكرة "الحديد المطاوع"

كشفت سجلات تاريخية أن الابتكار الذي دفع المملكة المتحدة لتصبح أكبر مصدّر للحديد خلال الثورة الصناعية ما هو إلا نتيجة لعملية استيلاء راح ضحيتها 76 عالما من علماء المعادن السود في جامايكا.

"عملية كورت" التي تسمح بإنتاج حديد مطاوع بكميات كبيرة من الحديد الخردة، نُسبت آنذاك إلى البريطاني هينري كورت، وهي التي ساعدت في إضافة لمسة حديدية خاصة إلى مدينة الضباب وما حولها بما في ذلك الأقواس وسكك القطار وغيرها، بل وساهمت في إطلاق العنان لقوة اقتصادية بنكهة بريطانية ملوحة بأوراق براءات الاختراع للعالم في القرن الثامن عشر، إلا أن الحقائق التاريخية بدأت قبل ذلك.

ففي الوقت الذي كانت فيه مصانع الحديد الجامايكية تشهد على ولادة آلات جديدة ومهارات في تحويل الخردة إلى معادن عن طريق عملية ميكانيكية محققة أرباحا مذهلة بحلول عام 1781، تقول الوثائق إن هنري كورت سافر إلى جامايكا واستولى على أحد المصانع وتمكن من الحصول على آلة معالجة الحديد، قبل أن تأمر بريطانيا بهدم جميع المصانع هناك خوفا من تطوير الحديد إلى أسلحة ترفع في وجهها.

"إذا سألت الناس عن نموذج المبتكر، فإنهم يفكرون في إيلون ماسك أو رجل أبيض عجوز يرتدي معطف المختبر، إنهم لا يفكرون في السود المستعبدين، في جامايكا في القرن الثامن عشر"، هكذا قالت الدكتورة جيني بولسترود المحاضرة في تاريخ العلوم والتكنولوجيا والتي تشير إلى أن هذا الابتكار كان أحد أهم الابتكارات في العالم بأيدي أولئك الجامايكيين.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com