إيران على موعد مع انتخابات غامضة تحدد مصير خليفة خامنئي

بين تقييدات السلطة ونداءات المقاطعة .. تقف الانتخابات الإيرانية على أعتاب تحولات مفصلية، تتعلق باختيار أعضاء البرلمان ومجلس خبراء القيادة الذي سيتولى لاحقًا مهمة اختيار خليفةٍ للمرشد الأعلى علي خامنئي.. وهذا تحديداً ما يضفي أهمية خاصة لهذه الجولة الانتخابية.

صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية وصفت الانتخابات الإيرانية  بأنها " مأزومة بالثقة وبحالة من الفوضى تسود التجمعات السياسية الرئيسية "، حيث يتنافس  فيها نحو 15 ألفا و200 مرشح على 290 مقعدا برلمانيا،+ كما سيختار الناخبون أعضاء مجلس خبراء القيادة المؤلف من 88 عضوا من رجال الدين و لمدة 8 سنوات.

ظروف الوقت الراهن تدفع طهران إلى محاولة تلطيف المزاج العام وتشجيع التصويت بالسير على خط رفيع بين تضييق نطاق المرشحين، وبين كسب الدعم الشعبي ومواجهة الدعوات للمقاطعة.

فخرج المرشد الإيراني ليدعو الشعب لمشاركة قوية في الإنتخابات مؤكداً أن أي انتخابات ضعيفة ستضر بالجميع.

لكن معالم الأزمة بين الشعب و قيادته واضحة حيث يشعر الإيرانيون بخيبة أمل كبيرة، وبعدم الرضا ليس فقط على العملية الإنتخابية بل أيضاً على حالة بلادهم، وذلك لأسباب عديدة أبرزها ماحدث بعد مقتل الشابة مهسا أميني في سبتمبر 2022 والاحتجاجات الشعبية التي واجهت قمعا وحشيا من قبل السلطات، مما أدى إلى مقتل المئات واعتقال الآلاف.

إضافةً لتضييق الخناق على المعارضة فتم استبعاد جميع المرشحين الإصلاحيين تقريبًا الذين ينتقدون النظام، مما أدى إلى عدم وجود منافسة حقيقية في الانتخابات.

من جهة أخرى  الإيرانيون يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة، و ارتفاع معدلات التضخم والبطالة، وبالتالي يشعرون بأن السلطة لا تمثل مصالحهم، وأن الانتخابات لن تؤدي إلى أي تغيير حقيقي.

يدعو بعض الناشطين إلى مقاطعة الانتخابات كشكل من أشكال الاحتجاج بينما يرى آخرون أن التصويت للمرشحين المستقلين، وإن كان عددهم قليلًا، هو أفضل طريقة لإظهار عدم الرضا عن النظام. بينما  يعتقد البعض أن التغيير الحقيقي لن يأتي إلا من خلال الاحتجاجات الشعبية.

أما مفارقات هذه الانتخابات كانت غريبة على عكس سابقاتها فقد وثّقت مشاهد رقصات و موسيقى في حملات المرشحين و مشاركات نسائية بينما غضّت السلطات الطرف عنها .. و في بعض المناطق، لم يتم الموافقة إلا على مرشح واحد، مما يهدد بتحويل الانتخابات إلى مجرد استفتاء. ولمنع محاولات التحايل على الرقابة تم حظر الشبكات الافتاضية ما أثار المزيد من الانتقادات.

وبحسب مراقبين من المتوقع أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات أقل بكثير من الانتخابات السابقة ، ومن المرجح أن يفوز المحافظون المتشددون بأغلبية المقاعد في البرلمان ومجلس خبراء القيادة.. وبالتالي هذه الانتخابات لن تكون نقطة تحول في مستقبل إيران القريب.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com