مزادات الجنون.. موطن الأرقام والعجائب

آخرها كان حذاء مايكل جوردان الذي قد يصل سعره إلى 4 ملايين دولار، ومن قبله هذه الكمأة البيضاء الإيطالية التي يتخطى سعرها المئة ألف يورو، أما هذا فعكاز "إيلا وايت" ناجية من حادث غرق سفينة تايتينك الشهيرة، بيع بأكثر من 60 ألف دولار، لا تستطيع دفع مبلغ كهذا؟ لا مشكلة لدينا عروضات أقل سعرا وأجمل، أمامك معطف الحمام الذي ارتدته النجمة الراحلة مارلين مونرو في فيلم ( كيف تتزوج المليونير ) عام 1953، والذي بيع مقابل 28 ألف دولار.

هل تشتري ؟ حتى ولو كنت مليارديرا، فهل تشتري؟

ربما هذا هو السؤال الأبرز الذي يتبادر لذهن من يقرأ ويسمع عن هذه الأرقام، والتي قد تعادل جنى العمر لهذا أو ذاك من الأشخاص الذين قد يقضون عشرات السنين من حياتهم ولا يصلون لأرقام كهذه.

بعض الفنون جنون، فأهلا بكم في مزادات اليوم، فهنا الزبون، ليس كأي زبون.

قد يطول الحديث التي من الممكن أن تضرب به الأمثلة أو تعرض به المقتنيات التي شهدتها مزادات العالم العلنية على مدار سنوات طوال، لكن غرابة بعضها يجبرنا على التفكير في قرار من دفع واشترى، فكرة القدم مثلا أم الأرقام والعجائب، شهدت منذ أعوام حدثا غريبا بعدما عرضت "علكة" السير أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد في مزاد علني مقابل 514 ألف دولار والتي كان قد رماها أرضا أمام وست بروميتش ألبيون عام 2013 في مباراته الأخيرة مع الفريق، ومنذ أيام قميص مارادونا الذي سجل به هدفه الشهير (يد الرب) أمام إنكلترا، يباع لشخص لم تكشف هويته بملبغ لامس الـ 9 ملايين دولار.

يا إلهي، أي جنون هذا، ردة الفعل الطبيعية التي يقولها جزء كبير ممن سمعوا الخبر أو قرأوه، لكن من يعلم، قد يفعلها من يستنكر هذا الفعل، لو امتلك المليارات يوما.

يقول توماس كامبل، المدير السابق لمتحف متروبوليتان للفنون لصحيفة الغارديان البريطانية، لا غرابة فيما وصلنا إليه في المزادات العلنية، فلقد دخلنا مرحلة التخلي عن مفهوم التذوق كمقياس رئيسي للقيمة، بينما يفسر آخرون خيال الأرقام هذا على أنه نتاج عالم بات حصول الفرد فيه على الملايين أمرا واردا، وبطرق أقل عذابا من قبل.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com