بـ"ضوء أخضر" أمريكي.. نتنياهو يستعد لاجتياح رفح

هبّت رياح مجلس الأمن الدولي بعكس ما يريده ساسة تل أبيب، في موقف كان صادماً من الحليف الأمريكي الأوثق لإسرائيل. وعلى الرغم من عاصفة الرفض الدولي لاجتياح مدينة رفح فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متمسّك بقرار الاجتياح مهما كان الثمن، والتحضيرات للعملية تسير على قدم وساق.

القناة 12 الإسرائيلية قالت إن الجيش بدأ الاستعدادات لشن عملية في رفح بعد انهيار مفاوضات الأسرى، في حين طلبت واشنطن من تل أبيب المشاركة في وضع خطط الإجتياح.

خبراء يقولون بأن الجيش الإسرائيلي بدء فعليًّا في عزل المدينة وقصف محيطها والاستعداد لإجلاء المدنيين. بينما أمر نتنياهو بشراء 40 ألف خيمة من الصين لنصبها في غزة تمهيدا للعملية البرية في رفح وفق ما تداولته وسائل إعلام عبرية.

إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طلبت مؤخرا من إسرائيل السماح بوصول ضباط أميركيين، لوضع خطط بشأن رفح مع ضباط الجيش الإسرائيلي؛ ومن المتوقع وصول الضباط الأميركيين قريبا، رغم امتعاض المسؤولين الإسرائيلين من الطلب الأمريكي الذي يحمل في طياته مؤشراً واضحاً على عدم الثقة.

في غضون ذلك، قال نتنياهو خلال لقائه أعضاء من الكونغرس في تل أبيب إن شمال قطاع غزة فيه أماكن كثيرة يمكن للمدنيين الذهاب إليها خلال عملية رفح. وأضاف: "يقال لنا لا يمكنكم الدخول إلى رفح إذا دخلتم ستحدث كارثة إنسانية، وسيسقط الكثير من القتلى، هذا ليس صحيحا".

والواضح أن نتنياهو لن يتراجع مهما كانت الأثمان، وحتى ولو اضطر لنقل النازحين فعلاً إلى مناطق الشمال كما وعد الأمريكيين، في عملية قد تحتاج أسبوعين لإخلاء رفح من مليون ونصف المليون إنسان وفقاً لخطط الجيش الإسرائيلي.

لكن إخلاء 1.5 مليون إنسان محصورين في رقعة جغرافية محدودة عملية بالغة الصعوبة وتحتاج لوقت أطول بكثير من أسبوعين بينما لا يوجد أي تجهيزات للبنية التحتية لنقل هذا العدد الهائل.

أما واشنطن تحاول جاهدة كسب المزيد من الوقت لإقناع نتنياهو بتنفيذ عملية جراحية محدودة في رفح واستكمال مفاوضات تبادل الأسرى في مشهد يتسم بالتوتر والتحدي في المواقف والتحركات، فيما يبقى مصير مدينة رفح محل تساؤلات واضحة، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com