"الدرونز" في كل مكان.. كيف غيرت المسيرات شكل الحرب الحديث؟

لم يعد العتاد بأنواعه والتعداد البشري على كثرته عاملا بالزخم ذاته في حروب اليوم، ولعل تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بعنوان "درونز إيفري وير، المسيرات في كل مكان" لامس شيئا من التغيير الذي أحدثته التكنولوجيا العسكرية الحديثة في ساحات القتال، وكيف غيرت أنظمة الهجوم والدفاع عن بكرة أبيها.

الطائرات بدون طيار، علامة الفصل في هذا التغير الجذري بأساليب القتال، حيث لا يكلف تجميع بعضها سوى ٣٠٠ دولار، وهو رقم قد لا يكفي لتحمل عبئ نقل مدرعة ثقيلة، ناهيك عن مدى قدرة هذه المسيرات على إصابة الأهداف على اختلاف أنواعها.

يقول نائب قائد جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية الجنرال فاديم سكيبيتسكي، إن "اكتشاف رتل من الدبابات أو مثله من القوات المتقدمة جائز في ظرف 5 دقائق كحد أقصى بفضل المسيرات، أما عن الاستهداف فلا يحتاج أكثر من ثلاثة دقائق، ما يعني بطريقة أو بأخرى انصهار مفهوم "المفاجأة" في حروب اليوم.

قيمة التكلفة هي أمر لا يمكن غض النظر عنه في حرب تفتح صنابير الدولار إلى اللانهاية، وعليه فإن طائرة درون من نوع "FPV” الأوكرانية تعادل جزءًا بسيطا جدا من تكلفة قذيفة مدفعية روسية عيار 155 ملم والتي تبلغ قيمتها حوالي 3000 دولار، فضلا عن قدرتها على تدمير دبابات يبلغ سعرها ملايين الدولارات، كما أن هذا النوع ذاته من الطائرات المسيرة، أصاب 113 دبابة روسية و111 مركبة قتالية و68 نظام مدفعية منذ الأول من يونيو/حزيران لهذا العام، وتسبب بوقوع ما يقرب من 700 قتيل روسي بحسب أرقام الجيش الأوكراني.

وفي إحصائية نقلها التقرير، فإن أقل من 5% من الدبابات التي دمرت منذ بدء الصراع الروسي الأوكراني قد أصيبت بدبابات أخرى، بينما دمرت البقية بسبب الطائرات المسيرة أولا، وبقية الأساليب كالألغام والمدفعية والصواريخ المضادة وغيرها .

الحرب الروسية الأوكرانية مثال واضح على فرض الثورة التكنولوجية نفسها في ساحات القتال فيما يعرف بشكل الحرب الحديث، أما عن الطائرات المسيرة فهي بيضة القبان التي تتكئ أوكرانيا عليها في حربها اليوم، فلا تتردد بشتغيل أسطول من الطائرات المسيرة، التي تدخل في تصنيعها حوالي 200 شركة محلية.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com