المسيرات بين روسيا وأوكرانيا.. هل تغير مسار الحرب؟

بعد قرابة العامين.. الحرب الروسية الأكرانية مستمرةٌ دون تغيير جذري على الأرض، لكن معطيات المعركة تكشف عن ثورة هادئة تُحدث تغييرات جذرية في قواعد اللعبة.

المسيّرات العسكرية.. هي كلمة السر في ساحة الحرب الأوكرانية.

لقد غيّرت التكنولوجيا الحديثة ديناميكية المعركة، ويظهر ذلك بوضوح من خلال التركيز الكبير على استخدام الطائرات المسيّرة في معركة الاستنزاف بين روسيا من جهة و أكرانيا و حلفائها الغربيين من جهة أخرى.

و في إحصائية لافتة نقتلها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن أقل من 5% من الدبابات التي دمرت منذ بدء الصراع الروسي الأوكراني قد أصيبت بدبابات أخرى، بينما دمرت البقية بسبب الطائرات المسيرة أولاً، وبقية الأساليب الأخرى كالألغام والمدفعية.

خبراء الحرب يؤكدون أن الحرب الروسية الأوكرانية مثال واضح على فرض الثورة التكنولوجية نفسها في ساحات القتال فيما يعرف بشكل الحرب الحديث، ومع استمرارها، تغيرت طبيعة الصراع التقليدي بشكل جذري مع سيطرة الطائرات المسيرة على ساحة المعركة.

لعبت طائرات بيرقدار التركية دورًا هامًا بيد الجيش الأوكراني في إيقاف تقدم القوات الروسية، بينما استخدمت روسيا مسيرات شاهد الإيرانية لمهاجمة البنية التحتية الأوكرانية.

يُنبئنا ذلك ليس فقط بأن طبيعة الحروب اختلفت بعد انتشار المُسيَّرات، بل إن تلك الطائرات الصغيرة جعلت القوة الجوية الحاسمة أمرا يسهُل الحصول عليه بواسطة قوى متوسطة وليست حكراً على القوى العظمى.

ففي العقد الأول من الألفية الثالثة، قادت الولايات المتحدة ثورة في استخدام طائرات "بريداتور" المسيّرة بمهمات محدود للتجسس وجمع المعلومات. كما في أفغانستان و العراق و لاحقاً بدأت النقلات النوعية في تطوير أدائها و مهماتها.

اللافت أن حرب أوكرانيا لم تشهد فقط عصرًا ثانيًا للطائرات المسيرة، بل كشفت أيضًا عن عصر ثالث يتميز بدمج الطائرات المدنية في المعادلة. فقد بدأت أوكرانيا في بناء أسطول من الطائرات المسيرة باستخدام تبرعات المواطنين من طائراتهم التجارية. بينما أعطت روسيا الأولوية في صناعاتها العسكرية للطائرات المسيرة بكافة أصنافها.

وتُظهر هذه التطورات أن طبيعة الحرب تتغير بشكل جذري مع تقدم التكنولوجيا، وأن الطائرات المسيرة، سواء كانت عسكرية أو تجارية، تحوّلت للعنصرالأبرز في ساحة المعركة، و أصبحت رمزًا لقوة التكنولوجيا البسيطة والرخيصة في مواجهة الأنظمة العسكرية التقليدية.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com