باب المندب.. عصب التجارة وصراع النفوذ

الورقة الرابحة في الحروب والنزاعات، الطريق التجاري البحري الأقصر والأقل تكلفة، وحلقة الوصل التي تربط شرق آسيا بأوروبا، مضيق باب المندب، أهمية إستراتيجية تختصرها كيلومترات قليلة.

هو ممر مائي يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، ويصله بخليج عدن، وبحر العرب، والمحيط الهندي، يحده من الجانب الآسيوي اليمن، ومن الجانب الأفريقي جيبوتي، يبلغ عرضه نحو 30 كيلومترًا، من رأس منهالي على الساحل الآسيوي، إلى رأس سيّان على الساحل الأفريقي، تقسمه جزيرة بريم اليمنية في مدخله الجنوبي إلى قناتين، قناة "إسكندر" وتعد الأصغر بين القناتين، وتقع إلى جهة الشرق بمحاذاة البر اليمني، ويبلغ عرضها 3 كيلومترات، وأقصى عمق لها 30 مترًا، والثانية قناة "دقة المايون" وهي القناة الأكبر، وتقع غربًا متاخمة للسواحل الأفريقية، حيث يبلغ عرضها نحو 25 كيلومترًا، وعمقها 310 أمتار.

مضيق باب المندب، عصب أنشطة التبادل التجاري بين آسيا وأوروبا، تمر عبره نحو 10% من حركة الملاحة العالمية، ويحتل المضيق المرتبة الثالثة عالميًا من حيث عبور موارد الطاقة، بعد مضيقي ملقا وهرمز، ويُقدّر عدد السفن التي تمر عبره بأكثر من 21 ألفًا سنويًا، بما يعادل 57 سفينة يوميًا، ويشهد يوميًا مرور أكثر من 6 ملايين برميل نفط خام عبر مياهه، بما يعادل حوالي 9% من إجمالي النفط المنقول بحرًا في العالم، ويعد إغلاقه كابوسًا تجاريًا للسفن المارة، التي تحمّلها تبعات إغلاقه مسافة إضافية قدرها 6 آلاف ميل بحري للوصول إلى هدفها، فضلاً عن تكاليف إضافية كبيرة للشحن.

عسكريًا، فإن المضيق سلاح تتفوق قوة أمواجه على ترسانات الأسلحة، واستحال عبر تاريخه قوة تُستخدم في الصراعات، حيث ظهرت أهميته العسكرية - على سبيل المثال لا الحصر- العام 1973، أثناء الصراع العربي الإسرائيلي، حين اتفقت مصر واليمن على إغلاق المضيق أمام إسرائيل، وتنامت أهميته الأمنية عقب هجمات الحادي من سبتمبر، إذ قامت أمريكا بالعمل على تأمين الملاحة في المضيق بمواجهة تنظيم القاعدة بالمنطقة، عن طريق تأسيس قاعدة عسكرية لها في جيبوتي، العام 2002 ، بينما يعود، اليوم، إلى الواجهة من بوابة الصراعات الدائرة، ليكون مفصلاً مائيًا مهمًا، وأداة مؤثرة في الحروب الإقليمية.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com