كواليس وأسرار تنحي ملكة الدنمارك بعد 52 عاما على العرش

منذ وفاة قريبتها إليزابيث الثانية، كانت مارغريتي الملكة الوحيدة التي تحكم بلداً أوروبيا، حتى فاجأت مواطني الدنمارك بإعلان التنحي أثناء خطابها التقليدي لمناسبة رأس السنة، وذلك بعد 52 عاما على عرش البلاد.

الملكة مارغريتي الثانية البالغة 83 عاماً، والتي تحظى بشعبية كبيرة، قالت إن سبب تنحيها هو خضوعها لعملية جراحية كبيرة في الظهر في فبراير الماضي، مشيرة إلى أن الوقت قد حان لنقل المسؤوليات إلى الجيل التالي، في إشارة إلى ابنها الأكبر الأمير فريدريك.

تولت مارغريتي العرش منذ وفاة والدها سنة 1972؛ إذ ساعدت في تحديث صورة النظام الملكي، لدرجة أن أحدث استطلاعات الرأي بينت مناصرة 80% من الدنماركيين للملكية؛ وهو ما أرجعه المؤرخ لارس هوفباك سورنسن إلى أن الملكة لم تكن مسيّسة، فهي توحد الأمة بدلا من تقسيمها".

المثير في الأمر أنه مع تولي ابنها العرش، ستصبح زوجته المحبوبة شعبيا الأميرة ماري، أول ملكة مولودة في أستراليا، وهي المحامية المعروفة بتفانيها في أداء الواجب الملكي وطلاقتها في اللغة.

تقارير إعلامية غربية أعادت إلقاء الضوء على قصة تعارف الملك والملكة الجديدين المنتظرين؛ إذ تشير إلى أن ماري التقت بفريدريك، في حانة مزدحمة بسيدني قبل 23 عاما، ولم تكن لديها أي فكرة عن أنه من العائلة المالكة الدنماركية، حيث طلب منها بعد لقاء الحانة رقم هاتفها ونشأت قصة حب، كللت بالزواج وأربعة أبناء.

ويطلق على علاقتهما "القصة الخيالية الواقعية"، لكن هذه العلاقة أصبحت حديثا عاما أكتوبر الماضي، عندما شوهد فريدريك في ليلة مع نجمة الواقع المكسيكية جينوفيفا كازانوفا، والتي نفت وجود أي علاقة رومانسية مع الملك المنتظر.

تكهنات أثيرت بأن سبب تنحي الملكة المفاجيء يأتي من أجل الحفاظ على زواج ابنها ومحاولة منع زوجته التي تتمتع بشعبية كبيرة من المغادرة، لكن الزوجين ظهرا على وفاق خلال مناسبات عامة تالية.

من المعلومات المثيرة عن الملك الدنماركي الجديد أنه أول فرد من العائلة المالكة الدنماركية يكمل تعليمه الجامعي، وذلك بعد تخرجه من جامعة آرهوس العام 1995، كما قضى فترة في جامعة هارفارد الأمريكية العريقة تحت اسم مستعار هو فريدريك هنريكسن. ثم أظهر نضجا واضحا خلال فترة تدريبه في الفروع الثلاثة للجيش الدنماركي، وعندما خدم في فيلق الضفادع البشرية التابع للبحرية - حيث كان يُلقب بـ "بينجو" (البطريق) - كان واحدا من أربعة فقط من بين 300 مجند اجتازوا جميع الاختبارات في عام 1995.

ثم تمكن الأمير فريدريك البالغ 55 عاما، من ترسيخ نفسه بهدوء في ظل والدته، ويتمتع الآن بنسبة شعبية تتجاوز 80%، فهل يحافظ على شعبية أسرته الملكية في ظل المتغيرات المتسارعة في أوروبا ومختلف دول العالم؟.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com