قوات فرنسية في أوكرانيا.. هل قرر ماكرون "اللعب بالنار"؟

"فرنسا تتجرأ على ما لم تفعله أمريكا"، هذا ببساطة عنوان يلخص قرار ماكرون الذي يبدو قريبا للتنفيذ فيما يتعلق بإرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا، للمشاركة في الحرب ضد روسيا، بعد أن ألمح الرئيس الفرنسي لهذا الفعل كلاميًّا في لقاء مع صحيفة "ذا إيكونوميست".

مع تقلبات الحرب الروسية الأوكرانية، يطل ماكرون بين الفينة والأخرى على الساحة طارحا ملفات بالغة الأهمية، كملف الدفاع الأوروبي، واستعداد باريس لجعل قوتها النووية جزءا من ترسانة الردع الأوروبي، أو الحرب في أوكرانيا، وما يتعين على الأوروبيين القيام به لوضع حد لطموحات روسيا فوق الأراضي الأوكرانية.

وأخيرا إرسال قوت لهناك في حال اجتازت روسيا ما وُصف بخطوط الجبهة، الأمر الذي سيغلق، بحسب كُثر، طريق الدبلوماسية تماما، وهذا ما لم تتجرأ على فعله أمريكا رغم ملياراتها التي تدعم بها عن بعد مع عدم تواجدٍ لجندي أمريكي واحد لقواتها بأوكرانيا، فضلا عن أنه رأي لطالما أيدته دول أوروبا مجتمعة كألمانيا التي رفضت هذا، وإيطاليا التي أكد وزير دفاعها بأن الطرح غير وارد تماما.

حتى أن الفكرة لم تلقَ رواجا فرنسيا كافيا بعد تحذيراتٍ عدة جاء آخرها عبر السياسي الفرنسي ماتيو فاليه، الذي أكد بأن حركة كهذه ستشعل حربا بين الناتو وروسيا.

على المقلب الآخر، فإن رد موسكو على هذه التلميحات لم يرتقِ سوى لدرجة التهكم، وفي ما جاء على لسان ميدفيدف خير دليل حينما قال: "من المفيد أن يرسل الفرنسيون المضطربون بضعة أفواج من قواتهم إلى أوكرانيا، فإخفاء هذا العدد من العسكريين لن يكون في المتناول، وبالتالي فإن مسألة القضاء عليهم ستكون سهلة".

كما أن مراقبين أكدوا فكرة مفادها بأن سياسة الأرض المحروقة قد تكون أقرب للتنفيذ من الجانب الروسي تزامنا مع هذه الخطوة، التي ستفتح باب الحرب على مصراعيه وتخفف الملامة الدولية على روسيا.

فرنسا تلعب بالنار، لا يمكن إخفاء هذه الفكرة التي تدعمها معظم دول أوروبا، فهل يُخرج ماكرون الحرب الروسية الأوكرانية من دائرتها لتشمل دولا أخرى؟ وهو الذي يسعى وفق كثر لفرض نفسه "زعيما" للمعسكر الأوروبي.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com