شركات نفط أجنبية تفاقم أزمة المياه في العراق

جفاف غير مسبوق.. مساحات شاسعة من نهري دجلة والفرات بات قاعها ظاهرا بالعين المجرّدة مع انخفاض منسوب المياه.. ويظهر هنا حجم الكارثة جليا، إذ باتت بعض المناطق تُعبر سيرا على الأقدام.

مشاهد الجفاف وانخفاض مناسيب المياه المتواصل منْذ سنوات، أثارت قلقا ومخاوف من تفاقم الأزمة وسط تساؤلات عن الأسباب.

وبينما ترجع الجهات العراقية المعنيّة الأسباب إلى قطع دول المنبع لإمدادات المياه، سلط تحقيق نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على أسباب أخرى فاقمت من هول الكارثة، معتبرة أن لشركات النفط الغربية اليد الطولى في الأزمة.

وتحتاج شركات النفط التي تتسابق فيما بينها لتحقيق الأرباح إلى ضخ كميات كبيرة من المياه؛ للمساعدة في استخراج النفط، إذ يلزم لإنتاج برميل واحد من النفط، حقن ما يصل إلى ثلاثة براميل من المياه في باطن الأرض.

ورغم التحذيرات، بدت انعكاسات الأزمة جلية في مدينة البصرة، لتشهد في العام 2018 أزمة مياه شديدة، أسفرت حينها عن نقل 118000 شخص إلى المستشفيات، واندلاع احْتجاجات عنيفة.

ومع تسجيل شركات النفط والغاز في العراق أرباحا غير مسبوقة في ظل ارتفاع الصادرات إلى أوروبا بنحو 40 في المائة منذ الحرب الروسية، شهد العراق تراجعا كبيرا في كميات مياهه.

ودقّ "مؤشر الإجهاد المائي" ناقوس الخطر بتوقعات صادمة متنبئا بأن أرْض الرافدين ستكون بلا أنهار بحلول عام 2040، وأن ملامح الجفاف الشديد ستكون واضحة جدا في عام 2025، مع جفاف شبه كلي لنهر الفرات باتجاه الجنوب، وتحول نهر دجلة الذي لطالما تغنى به الشعراء إلى مجرى مائي محدود الموارد.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com