وسط تقدم متصاعد للجيش الروسي.. أوكرانيا تقترب من "الانهيار"

"على حافة الانهيار"، هي جملة تختصر حال القدرات العسكرية الأوكرانية في ظل التطورات التي حملتها الأشهر الأخيرة للحرب والتي صنعت تحولاً في آراء وتقديرات بعض المسؤولين الغربيين الذين لطالما توعدوا بالهجوم المضاد الأوكراني وراهنوا على نتائجه، لكنهم يقولون اليوم: "إن أوكرانيا تمر بأضعف لحظاتها منذ أكثر من عامين من الحرب، والاختبار الأصعب قد حان".

 كيف لا.. والجيش الروسي يكثف هجماته الصاروخية، ويستغل شح رادارات مراقبة المجال الجوي، ويستخف بأنظمة الدفاع الجوي الأمريكية باتريوت التي لم تمنع صواريخه من الوصول إلى عصب الحياة هناك باستهداف البنية التحتية للطاقة، وتحديدًا عندما تم تدمير محطة " تريبيلسكا" للطاقة الحرارية، في ضربة أدت إلى ارتفاع العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأوروبي بنسبة 7.1%، وهو ما أثار مخاوف ارتفاع الأسعار، ونقص الإمدادات في أسواق أوروبا، بحسب تقرير لوكالة "بلومبيرغ" دقت فيه جرس الإنذار حول نفاد قدرات أوكرانيا العسكرية.

ومن السماء إلى الأرض فالوضع لا يقل سوءًا، لأن أوكرانيا انتقلت من مرحلة استعادة الأراضي إلى مرحلة الكفاح للحفاظ على مواقعها الدفاعية بسبب نقص الذخيرة بحسب محللين عسكريين، حيث تعاني مخازن الأوكرانية الأمرين، بينما تقف حزمة المساعدات العسكرية في الكونغرس الأمريكي بانتظار قرار موافقة بعض مشرعيه الذين لم يترددوا في قطع أوكسجين الحياة عن حليفهم في أحلك الأوقات، في الوقت الذي تفتح المخازن الروسية فيه ذراعيها لإمدادات كبيرة من كوريا الشمالية وإيران والصين.

ولأن العدة والعتاد لا تعني شيئًا دون العنصر البشري، نجد الرئيس الأوكراني زيلينسكي يسرّع بإقرار قانون يخفض سن التجنيد، ويغفل موعد تسريح الجنود، ويشدد اللوائح بهدف تعزيز صفوف القوات المقاتلة، الأمر الذي خلق جدلاً واسعًا، وأغضب الكثير من العسكريين وعائلاتهم، وبحسب تقرير الوكالة، فإنه، للمرة الأولى منذ بداية الحرب، بدأ الشك يساور نسبة كبيرة من الأوكرانيين الذين كانوا يعتقدون أن قوات بلادهم قادرة على استعادة جميع الأراضي، فهل عطلت أوهام القوة بصيرة الأوكرانيين؟ وهل سيصمد جيشهم أمام المزيد من ضربات الروسي الثقيلة؟

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com