في لحظة ما من يوم الجمعة 26 يناير 2024، أصبح رجل الأعمال الفرنسي برنارد أرنو، أغنى شخص في العالم، متجاوزًا الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، بعد أن ارتفعت ثروته الصافية بمقدار 23.6 مليار دولار، لتصل إلى 207 مليارات دولار، بينما قُدّرت ثروة ماسك في ذلك التوقيت بـ 204.5 مليار دولار.
برنارد أرنو، رئيس إمبراطورية السلع الفاخرة "LVMH" (لوي فيتون)، تمكن من أن يصبح أول أوروبي يحقق هذا اللقب، بالتزامن مع سعيه إلى تعزيز سيطرة عائلته على هذا التكتل الاقتصادي الأكثر قيمة في أوروبا، إذ رشح اثنين آخرين من أبنائه الخمسة للانضمام إلى مجلس إدارة الشركة المكون من 15 عضوًا، ما يضع 4 منهم في مناصب كبار صناع القرار بالشركة.
وعلى مدار أكثر من 40 عامًا، اكتسب "أرنو" البالغ من العمر 74 عامًا علامات تجارية مشهورة مثل Louis Vuitton وSephora وDior وBulgari، وضمها معًا لإنشاء إمبراطوريته الفخمة، وكان من أبرز تلك الصفقات، والتي وُصفت بأعظم عملية شراء لعلامة تجارية فاخرة في التاريخ، هي استحواذه على "Tiffany & Co"، مقابل 15.8 مليار دولار في العام 2021.
وبالعودة إلى البدايات، فقد استطاع والده جمع ثروة محدودة من العمل في مجال البناء والتشييد، لكن "أرنو" وبذكاء نادر استخدمها لتمويل استثماره الأول في كريستيان ديور، في العام 1984، ثم انطلق في تكوين امبراطوريته مترامية الأطراف، حيث ظل، طيلة هذه السنوات، المسؤول المباشر عن مفاوضات الصفقات، التي يختارها بعناية شديدة، حتى تتناسب مع أهداف الشركة على المدى الطويل.
ويشتهر "أرنو" بإقامة علاقات وثيقة مع اللاعبين المهمين في الصناعة، بما في ذلك الموردون، والمستثمرون، والمصممون، إذ يُعرف عنه استمتاعه بالتواصل المستمر معهم، ومنحهم تصورات تحافظ على التميز المناسب لصناعته عالميًا، سواء في مجال الملابس أو السلع الجلدية، وكذلك العطور، ومستحضرات التجميل، والساعات، والمجوهرات، ما يجعلها مرغوبة دائمًا بين النخب.
وإلى جانب الأعمال التجارية، فإن "أرنو" من هواة جمع الأعمال الفنية الثمينة والنادرة، ومن أعمال لماتيس، وبيكاسو، وموندريان.
وبدراسة شخصيته، فقد أرجع محللون سرَّ نجاح "أرنو"، إلى مهاراته الفذة في التعامل مع الأشخاص، وأيديولوجيات العمل، إضافة إلى قدرته على إيجاد وعي كبير بالعلامة التجارية، وإمكانات التطوير، فإلى متى سيظل أغنى رجل في العالم؟
