كيف تخطط إيران لاستغلال الجيش السوداني لبسط نفوذها على البحر الأحمر؟

في خضم صراع داخلي محتدم، تلوح في الأفق شبح لعبة استراتيجية جديدة على أرض السودان، ترسم ملامحها إيران وتريد من خلالها بسط نفوذها على البحر الأحمر، بإنشاء قاعدة عسكرية دائمة هناك مستغلةً علاقاتها مع الجيش السوداني الذي تمدّه بالأسلحة والطائرات المسيرة.

هذه التفاصيل وغيرها كشف عنها تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، جاء فيه أن إيران تسعى لإنشاء قاعدة بحرية دائمة في البحر الأحمر، مقابل إعطاء الجيش مزيدًا من الطائرات دون طيار، إلى جانب سفينة حربية قادرة على حمل مروحيات وطائرات مسيرة.

يرى مراقبون أن إيران تسعى من خلال هذه الخطوة إلى قلب موازين القوى في المنطقة وتحقيق أهداف استراتيجية أبرزها:

-تعزيز نفوذها الجيوسياسي؛ فوجود قاعدة بحرية على البحر الأحمر يُعزّز نفوذ إيران في المنطقة بشكلٍ كبير، ويُتيح لها مراقبة حركة المرور البحري، وربما تهديد الملاحة الدولية.

-دعم حلفائها؛ حيث تُعدّ ميليشيا الحوثي في اليمن من أهم حلفاء إيران في المنطقة، ووجود قاعدة بحرية على البحر الأحمر يُسهّل دعمهم بشكلٍ أكبر.

-التضييق على خصومها؛ فالقاعدة البحرية تُمثّل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل ودول الخليج العربي.. وممارسة المزيد من القوة في الممرات المائية الاستراتيجية.

وبحسب "وول ستريت جورنال"، فالسودان رفض العرض الإيراني، فيما قال مسؤول استخباراتي سوداني للصحيفة إن إيران مارست ضغوطًا كبيرة على الجيش السوداني، فهي تتطلع للحصول على موطئ قدم على سواحل البحر الأحمر لتعزيز نفوذها.

ليأتي الرد الإيراني على الصحيفة على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الذي نفى تقديم أي طلب لإنشاء قاعدة عسكرية في السودان، وقال إن الادعاءات لا أساس لها من الصحة.

وفي سياق متصل، حذرت الولايات المتحدة من التطورات، مُعبّرةً عن قلقها إزاء شحنات الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى السودان.

ثمّة من يرى أن واشنطن ستمارس المزيد من الضغوط على الجيش السوداني لمنعه من قبول العرض الإيراني..

فهل ستنجح إيران في تحقيق طموحاتها بإنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر أم أنّ الضغوط الدولية ستجبرها على التراجع؟.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com