هشام شربتجي.. ذاكرة جمهور يختصرها مبدع

"شيخ الكار".. عراب الكوميديا السورية ورجلُ المهنة باقتدار

هشام شربتجي صانع البهجة والذكريات.. يُبكي القلوب برحيله..

من آمن أن مهمة الفن إبراز الجمال حتى من رحم القُبح، وأن أي عمل لا يقدّم إضافةً للجمهور لا شرعية لوجوده..

فالإخراج برأيه مهنة المهن، وتستوجب معرفة شيء عن كل شيء.

حلُم بالطيران.. لكن نكسة عام 1967 دمّرت منبر حلمه "معهد الطيران" في مصر، فشاءت الأقدار أن يحلّق في فضاء الفن الدرامي.

لكن ذلك لم يجعله دخيلاً على عالم الإخراج، بل رسم دربه بخطواتٍ ثابتة بين مصر وألمانيا، وتسلّح بأدواته وموهبته، فكان العارف بكل تفصيل فني أو تقني، ابتداءً من الكاميرا مروراً بإدارة الممثل والنص، وانتهاءً بالإخراج.. كلُّ سؤالٍ يلقى لديه الجواب.

شخصيةٌ فريدة بموهبتها وحضورها، بالنظرة الثاقبة التي لن ينساها من عمل معه وتعلم منه، شركاءَ كانوا أم منافسين.. لا أحد ينكر بصمته في الدراما السورية والعربية.

رحل شيخ الكار.. الدمشقيِّ العتيق وصانع النجوم، من أبهج قلوبنا بأعمال حفرت في الوجدان، ورسّخ في ذاكرتنا عباراتٍ ذهبت أمثلةً تتسلل إلى أحاديثنا ويومياتنا.

المقامر الشجاع حدَّ الاحترام.. تنقّل بجرأةٍ بين أنواعٍ درامية مختلفة.

وأدهشنا بأكثرها تحدّياً "الكوميديا" فأبدع "يوميات مدير عام"، مصدر البهجة التي أجبرت الجمهور العربي على اقتفاء أثر مبدعه في القادم من الأعمال.

عشنا معه "أيامنا الحلوة" وعرّفنا على "بطلٍ من هذا الزمان".. باح لنا بـ "أسرار المدينة".. وفضح رجالاً تستَّروا تحت الطربوش.. لمحنا في "مراياه" انعكاساً لنا ولمن حولنا.. وضحكنا ملء أفواهنا مع عيلة خمس نجوم.. ويوميات جميل وهناء.. والكثير الكثير.. من روائع الدراما النظيفة التي ستبقى خالدة في الأذهان.

رحل المبدع لكن إرثه حاضرٌ.. تاركاً سرّه وأحلامه وشغفه لمن كان لهما الوالد والمعلّم.

"شيخ كار المخرجين السوريين.. هشام شربتجي".. وداعاً..

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com