"السمكة الذهبية".. الوحش البحري المصنوع من التيتانيوم

في خضم الحرب الباردة و التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.. كان سباق التسلح البحري في أوجه..

سطع حينها اسم "السمكة الذهبية" .. الغواصة السوفيتية المصنوعة من التيتانيوم، التي حطمت كل الأرقام القياسية بسرعتها الفائقة و التي لم تستطع البحرية الأمريكية مجاراتها..وفقاً لمجلة National Interest الأمريكية ..

كانت مهمتها مطاردة حاملات الطائرات الأمريكية في المحيطات والتي تُشكل تهديداً هائلاً.. فكان الحل هو "المشروع 661" المعروف باسم فئة بابا، الغواصة الثورية التي صنعت من التيتانيوم القوي و خفيف الوزن، و زوّدت بمفاعلين نوويين قويين منحاها سرعة فائقة تصل إلى 44.7 عقدة، أي أكثر من 50 ميلاً في الساعة ..

خلال فترة خدمتها، خاضت العديد من المغامرات المثيرة، بما في ذلك مطاردة فرق العمل الأمريكية عبر المحيط الأطلسي، دون أن تُكتشف على مدار 80 يوماً.

عبقرية "السمكة الذهبية" تكمن في تصميمها الفريد، و مفاعلاتها النووية القوية، وصواريخ كروز "بي-70 المدمرة، كل ذلك جعلها سلاحًا بحريًا لا مثيل له ..

لكن "السمكة الذهبية" واجهت بعض العيوب، مثل الضوضاء العالية التي تُهدد التخفي، وخطر التصدع في هيكل التيتانيوم عند السرعات العالية.. علاوة على ذلك، كانت عرضة لإلحاق الضرر بنفسها عندما تتقدم بأقصى سرعة.

واجه بناء هذه الغواصة العديد من التحديات، حيث كان استخدام التيتانيوم في هيكل ضخم بحجم غواصة أمراً غير مسبوق.. تطلب ذلك إتقان تقنيات لحام معقدة في بيئة خالية من الأكسجين، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة المشروع بشكل هائل..

و بسبب التكلفة الباهظة وصعوبة الإنتاج، تم بناء غواصة واحدة فقط من فئة بابا، التي خدمت في البحرية السوفيتية من عام 1969 حتى عام 1984.

و على الرغم من كل التحديات، مثّلت "السمكة الذهبية" قفزة نوعية في تكنولوجيا الغواصات، وفتحت الباب أمام تطورات لاحقة في هذا المجال.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com