حاويات القمامة.. وسيلة البقاء على قيد الحياة في الأرجنتين

في عالم التناقضات الذي نعيشه على كوكب الأرض، ستجد ملايين الأطنان من الطعام مرمية هنا في حاويات القمامة، في ذات المكان الذي يراه أرجنتينيون كثر كنزا ثمينا يؤمّن لهم ما لم تستطع نقودهم القليلة شراءه.

أزمات مالية واقتصادية متتالية فسحت المجال أمام معدلات التضخم المرتفعة كي تمزق اقتصادا أثر على 40% من سكان الأرجنتين فأصبحوا تحت خط الفقر بسببه، ووجدوا أنفسهم أمام خيارين: الطوابير أو أكوام القمامة، في بلاد كانت تسمى أرض الفرص.

خياران أحلاهما مر؛ يتطلب الأول الوقوف في طوابير طويلة للحصول على وجبة مجانية لإسكات المعدة اللجوجة التي لا تفقه بالاقتصاد ولا تضخم الأسعار، أما الثاني فهو الغوص في أكوام القمامة بحثًا عن ذخائر غذائية صالحة للاستهلاك تثبت انتصارهم بمعركتهم ضد الجوع، أو بحثًا عن الورق المقوى والبلاستيك والمعادن في أماكن تغزوها الجرذان والغازات السامة.

ويكاد الخيار الثاني يكون الأقرب بالنسبة للبعض الذين يقصدون السوق المركزية الأكبر في البلاد في بوينوس آيرس، لا للتسوق بالطبع، وإنما للبدء برحلة بحث شاقة في حاويات القمامة عن الطماطم والبرتقال وما تيسر من مواد غذائية يجمعون منها كيلوغرامات عدة تكفيهم لأسبوع أو لأسبوعين، قبل العودة مرة ثانية إلى سوق الفقراء، الذي تجد منه فروعا متنوعة كتلك التي يبحثون فيها عن نفايات قابلة لإعادة التدوير، تدر عليهم بين 13 و 40 دولارا يوميًا عند بيعها، وسط أسواق بلغ التضخم فيها 114%، ما جعل عائلات كثيرة لا تأبه لتلك الأرقام التي تقول إنه يتم التخلص من 16 مليون طن من الطعام كل عام في الأرجنتين، بل ربما تجد في هذه الأرقام أمانا وبصيص أمل بأن الرحلة القادمة نحو أسواق الفقراء التي ألفوا طريقها ستكون أفضل حالا من سابقاتها.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com