صيف موسكو يعيد للمدينة حياتها

ما إن يكسر نهر موسكو جليده، حتى تنبت تجمعات المتنزهين على ضفافه، معلنة قدوم موسم الصيف، الذي لا يتجاوز الشهرين تقريبًا طوال العام .

موسكو الباردة ترتدي رداءَها الأخضر، وعلى ضفاف نهر موسكو، تبدأ الحياة بالنمو، في حديقة كلتوري" حديقة الثقافة"، التي تشغل مساحة كبيرة على طول النهر، تكتظ جنباتها بالمتنزهين، بأنشطة صيفية تبدأ من بزوغ الشمس ولا تنتهي بغيابها.

في قلب الحديقة الأكثر شهرة في موسكو، خصصت طرق للدراجات الهوائية والسكوترات الكهربائية، ليتسنى للزائرين القيام بأنشطتهم بأمان.

ولا تخلو الساحات بهذا المتنزه الضخم من دروس الرقص المجانية، التي يقدمها مدربون روس وأجانب للراغبين من زوار الحديقة.

وإذا كان لليابسة أنشطتها فللنهر أنشطته هو الآخر، حيث تصطف السفن النهرية، على طول المراسي المخصصة، وتكثر الطوابير المنتظرة لمقعد فارغ على ظهر السفينة.

عدسة "إرم نيوز" رافقت إحدى السفن السياحية التي تعتبر أكثر الوسائل متعة لاكتشاف معالم موسكو، لترصد جمال المدينة الخلاب، حيث يطل على نهر موسكو أهم المباني المشهورة، من وزارة الدفاع الروسية، حتى مبنى الكرملين المقر الرئيس للسلطة السياسية، بلونه الأحمر وأبنيته المحصنة في قلب موسكو، والذي يطل على النهر من جهة الجنوب، فلا بدَّ لكلّ مَن يزور المدينة من المرورعلى هذا المكان.

وتزاحم الكرملين في جماله، القباب الذهبية للكاتدرائيات المسيحية الأرثوذكسية وأشهرها "دير نوفوديفيتشي"، أحد المواقع المصنفة على التراث العالمي. 

وليس بعيدًا من الكرملين تسير السفن إلى القرب من واحد من سبعة أبراج تتوزع في موسكو وتسمى "أبراج ستالين السبعة" حيث أمر ببنائها، عام 1947 لتخليد قوة السوفيت، وكانت من المقرر أن تكون 8 أبراح لم يشيد سوى 7 منها، فيما جمّد بناء البرج الثامن بعد وفاة ستالين عام 1953.

أما نهر موسكو فيسمى باللغة الروسية "موسكفا أو نهر موسكوفا"وقد بنيت موسكو على ضفافه وسميت على اسمه، في القرن الثاني عشر، ويجري النهر لأكثر من 500 كيلومتر عبر سهل أوروبا الشرقية في وسط روسيا، وفي العاصمة يقطع النهر الشهير 49 جسرًا في ضمن حدود المدينة، مع العديد من القنوات المائية.

ووفق آخر الإحصائيات الرسمية، فقد تجاوز عدد سكان موسكو 13 مليون نسمة، على مساحة 2,511 كيلو متر مربع، ويعرف عن موسكو محليًّا بأنها المدينة التي لا تنام والتي تسامر سكانها.