سجن تيكولوكو السلفادوري.. جحيم العصابات الرهيب

يتشارك أكثر من 100 نزيل زنزانة واحدة، يتم منح الواحد منهم أقل من متر مربع للعيش والنوم، وهي أقل من نصف مساحة الحد الأدنى للماشية.

وليس بالزنزانة سوى مرحاضان فقط لكل هذا العدد من السجناء، ليس لديهم مراتب ولا مساحات خارجية، يعيشون في الظلمة بلا نوافذ وفي عزلة تامة.

لا يغادرون زنزانتهم إلا لتلقي العقوبة، أو لحضور جلسات الاستماع القانونية عبر الفيديو.. هذه بضع من قوانين سجن تيكولوكو، أكبر سجن في القارة الأمريكية.

سجن السلفادور الرهيب افتتحه الرئيس السلفادوري نجيب أبو كيلة كتتويج لإعلانه الحرب بلا رحمة على العصابات القاتلة التي تبثّ الرعب وتعتمد على تجارة المخدرات والأطفال والجنس، قائلا: سيكون هذا منزلهم الجديد، سيعيشون فيه لعقود، غير قادرين على إجراء أي ضرر إضافي للسكان، محتفلاً أيضا في شهر فبراير الماضي بالشهر الأكثر أمانًا في البلاد منذ 200 عام.

بني سجن تيكولوكو على بعد 74 كيلومترًا جنوب شرق العاصمة سان سلفادور في منطقة معزولة، وتبلغ مساحته 23 هكتارًا و 140 هكتارًا من المناطق الريفية المحيطة المتناثرة، وهو مؤلف من 8 مبان جدرانها من خرسانة مسلّحة وارتفاعها 11 مترا مع سبعة أبراج مراقبة، تحرسها أسوار كهربائية بقوة 15000 فولت. وفي كل مبنى 32 زنزانة مساحتها مئة متر مربع تقريبًا.

وصفه خبراء السجون بأنه السجن الأضخم الذي سيصبح مدينة صغيرة للجريمة. ومع وجود العديد من أفراد العصابات المتناحرين تحت سقف واحد تخشى منظمات حقوقية من إعادة تكرار العنف المروع الذي تشهده شوارع السلفادور داخل أروقة السجن الرهيب.

فهل سيتحول سجن السلفادور إلى حمام دم؟

يتكدس أكثر من 60 ألف معتقل في سجن تيكولوكو الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 40 ألف سجين فقط، لكن الأسوأ من ذلك هو امتلاء السجن بمتنافسين من عصابتين تعتبران أكثر العصابات رعباً في القارة، وهما عصابتا مارا سلفاتروشا MS-13 وكالي 18. وتظهر الصور العديد من الأوشام الجريئة على أجساد السجناء التي تشير إلى انتمائهم إلى عصاباتهم بما فيها الأرقام 18 و 13.

وتشتهر كلتا العصابتين بوحشيتهما، فضلاً عن القوانين الصارمة اللاأخلاقية، كقتل الأطفال الذين يشتبه بتعاملهم مع الخصوم، وهما على طرفي نقيض من عداء دام عقودًا، وقد ينتهزان أي فرصة لقتل بعضهما البعض.

ويعود تاريخ الجرائم وهذه العصابات في السلفادور إلى الحرب الأهلية في ثمانينيات القرن المنصرم. ويُعتقد أن كالي 18 تضم حوالي 65 ألف عضو عالمي، بينما تضم MS-13 ما بين 50 ألفا و 70 ألف عضو، في وقت صرحت فيه السلطات السلفادورية أنها سجنت بعض الشخصيات المهمة في العصابتين دون الإعلان عن أسمائهم لأسباب قانونية.

وتعتقد منظمة العفو الدولية أن آلاف الأبرياء قد قُبض عليهم في حملة أبو كيلة على العصابات، لمجرد التشابه بالأسماء أو الوجوه. وتشير بعض التقارير إلى أن القاصرين هم أيضًا من بين المعتقلين، حيث توفي أكثر من 100 شخص خلف القضبان منذ ذلك الحين، فيما يتضور الآخرون جوعاً، حيث يواجه النزلاء أسوأ الظروف في الذاكرة الحية، وفقاً لجماعات حقوقية شبهت السجن بمعسكر اعتقال.

ولا يزال مشروع الرئيس السلفادوري نجيب أبو كيلة يحظى بتأييد شعبي واسع، بعدما حد من حجم مشكلة الجريمة في السلفادور، التي كانت على مدى عقود مسؤولة عن وفاة آلاف الأبرياء، فمعدل جرائم القتل في السلفادور انخفض إلى 7.8 لكل 100 ألف نسمة في عام 2022، وهو الرقم الأدنى في تاريخ السلفادور بحسب وزير العدل والأمن غوستافو فيلاتورو، فيما تحدث المدنيون عن تلاشي عنف العصابات بين عشية وضحاها في بعض أجزاء البلاد، وتوقف أصوات الرصاص القاتل في بلدٍ يعتبره الكثيرون عاصمة جرائم القتل في العالم، بينما تتجه الأنظار إلى سجن تيكولوكو الرهيب.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com