"التكية السليمانية" في دمشق.. هل ينقذها الترميم من تصدعات الزمن؟

هذه التصدعات في جوانبها لن تثني قلوب الدمشقيين بصورة خاصة والسوريين عمومًا عن الولاء لها ومحبتها الراسخة التي فرضتها عبر القرون.. فهي كانت وما زالت معلمًا للعلم والكرم والضيافة والتاريخ، تحمل رمزيتها ما يعنيه البيت الكبير الذي يضم جميع أفراده باختلاف ميولهم الثقافية واتجاهاتهم الفكرية.

التكية السلمانية التي مضى على إنشائها ما يزيد على 400 عام، أكل الدهر من جوانبها وشرب فتهاوت أطرافها وآلت للسقوط، ما تطلب تدخلا سريعًا لإنقاذ الموقف.

تآكل التربة المحيطة بالتكية الصغرى والكبرى والذي أدى إليه انخفاض مستوى المياه الجوفية، كان سببًا في التشقق والتصدع الكبير الذي أصاب قباب التكية والذي سعى المسؤولون إلى السيطرة عليه، خلال السنوات السابقة، إلا أن هذه الجهود لم تؤتِ أكلها بالشكل المطلوب.

المعلم التراثي الذي يعود إنشاؤه إلى العهد العثماني والذي تضم مساحته ما يصل إلى 11 ألف متر موزعة ما بين التكية الكبرى والصغرى والمسجد والمدرسة، شكلت معالمه تصميمًا معماريًا متكاملا، وعلى قدر دقة تصميمه تصعب عملية اختيار الجهة المرمّمة التي ستعمل على إعادة تأهيله.

التكية السليمانية التي ضمت جوانبها أسواقًا متكاملة لجميع الحرفيين وأصحاب المواهب لعرض بضاعتهم ومزارًا سياحًا للقاصدين للتعرف على الثقافة الدمشقية، أضحت ساحاتها، اليوم، خاوية بعد أمر الإخلاء لإعادة الترميم، وهو ما ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عنه بين التعجب والتأييد.

ورغم الوعود التي تم تقديمها حول عودة التكية السليمانية إلى سابق عهدها، فإن حالة من الترقب يشهدها الحرفيون والشارع الثقافي الدمشقي حول ما سيؤول إليه حال التكية بعد الانتهاء من عمليات الترميم.

فهل ستعود التكية السليمانية حقًا إلى عهدها السابق أم ستتغير ملامح هذا المعلم السياحي المهم؟

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com