استحالت جوهرة السياحة رمادًا وأجمع الأمريكيون على أنها أسوأ كارثة طبيعية منذ مئة عام
4500 شخص بحاجة إلى مأوى، لم يجد بعضهم حلًّا أفضل من القفز إلى المحيط هربًا من نيران تغذت على صيف جاف ورياح قوية فالتهمت كل شيء حتى جذور الأشجار، مخلفة وراءها أضرارًا قُدرت بنحو 6 مليارات دولار، وأشباه معالم ومنازل يحاول أصحابها التعرف إليها ..
في جزيرة ماوي بأرخبيل هاواي، تجاوز عدد الضحايا وفق السجلات الرسمية حاجز الـ90 قتيلًا، وسط تحذيرات من أنه قد يرتفع أكثر خلال الساعات القادمة بعد أن باغتت النيران سكان مدينة لاهاينا الذين نفوا تلقيهم أي تحذير من السلطات أو الطوارئ بسبب انقطاع التيار الكهربائي أثناء الكارثة، فوجد السكان أنفسهم محاطين بألسنة نيران انتشرت بسرعة كبيرة في الوقت الذي لم تكن فيه المقاطعة مجهزة سوى بـ65 رجل إطفاء بحسب رئيس جمعية رجال الإطفاء في هاواي فكيف سيكتب النجاح لمعادلة كهذه إذًا ؟
عوامل عدة أسهمت في تأجيج ألسنة اللهب وصعوبة السيطرة على الموقف في مقدمتها سرعة الرياح التي تجاوزت 100 كيلومتر في الساعة وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الأمريكية، إضافة إلى تضاريس الجزيرة التي فسحت المجال أمام الرياح الانحدارية للاندفاع من أعلى منحدرات الجزيرة نحو المدينة الواقعة أسفلها التي تحولت إلى ما يشبه حقل أنقاض، وهو وصف يمكن إطلاقه على المدينة التاريخية التي لم تستفق من مصيبة حتى انهالت على رأسها الثانية، ففي الوقت الذي تحاول فيه السلطات التعرف على الضحايا الذين تحولوا إلى جثث متفحمة، والذي يحاول فيه الناجون البحث عن ذكرياتهم وماضيهم، يعلن اللصوص بدء عمليات السرقة والنهب مستهدفين ما تبقى في المدينة وما تبقى في جيوب أشخاص ضاع دليلهم كما ضاع ماضيهم وحاضرهم ..
