كانت شاهدة على حوادث جوية كارثية لن ينساها التاريخ في بلادها، ميتسوكو توتوري سيدة يابانية حققت حلمًا لم تصل إليه أي امرأة من قبل في بلدها، لقد تحولت من مضيفة طيران عادية إلى رئيسة الخطوط الجوية اليابانية.
توتوري بدأت مسيرتها، العام 1985، تاركةً وراءها كلية البنات لتخوض تجربة جديدة في عالم الطيران، وخلال 39 عامًا عملت بجد وتفانٍ، وتدرّجت في المناصب حتى وصلت إلى قمة الهرم كأول امرأة تتولَّى هذا المنصب، فلا تزال النساء في اليابان يواجهن عقبات كبيرة في الوصول إلى المناصب العليا، خاصة في الشركات الكبرى.
توتوري من خلال إصرارها وكفاءتها حطّمت هذه القيود، وفي مقابلة مع شبكة "CNN" الأمريكية قالت: "آمل أن تصبح اليابان قريبًا مكانًا لا يتفاجأ فيه الناس عندما تصبح امرأة رئيسة".
خلفيتها تختلف بشكل كبير عن أسلافها، فقد كان سلف توتوري يعمل في صيانة الطيران، في حين أن الرئيس الأسبق بدأ عمله كطيار.
فمن النادر جدًا أن تصعد مضيفة طيران إلى سقف الهرم الوظيفي، ومن بين آخر 10 رؤساء للخطوط اليابانية، تخرّج 7 من جامعة طوكيو المرموقة، على النقيض من ذلك، التحقت توتوري بكلية للبنات في ناجازاكي لمدة عامين.
تبرّر الشركة اليابانية العملاقة اختيار توتوري إلى "المستوى العالي من الرؤية والخبرة الميدانية في عمليات وخدمات الطيران الآمن خلال حياتها المهنية"، وخلال جائحة كوفيد-19 قدمت "مساهمة كبيرة في الحفاظ على العمليات الآمنة ".
تولت توتوري المنصب الأعلى، في الأول من أبريل، في الوقت الذي كانت تتعامل فيه شركة الطيران مع تداعيات الاصطدام الناري للرحلة رقم 516 في مطار هانيدا بطوكيو، في الثاني من يناير، بطائرة لخفر السواحل على المدرج، مما أسفر عن مقتل 5 من الطاقم، بينما تم إجلاء جميع الركاب البالغ عددهم 379 شخصًا، في إنجاز سلّط الضوء على بروتوكول السلامة المثير للإعجاب الذي اتبعه الطاقم، وعزته الرئيسة الجديدة لتعاون الركاب مع طاقم الطائرة المدرب جدًا.
تُدرك توتوري تمامًا أهمية السلامة في مجال الطيران، خاصة أنها كانت شاهدة على عدد من الحوادث المأساوية في الخطوط الجوية اليابانية، وفي تصريحها للشبكة الأمريكية وعدت بتقديم خبرتها الطويلة في مجال الطيران لتعزيز ثقافة السلامة في الشركة، وضمان رحلات آمنة لجميع الركاب.
