على سكك الموت في الهند، تتبدل وجهة المحطة الأخيرة عندما تتعانق القطارات في لحظات اللقاء المفاجئة معلنةً نهاية الرحلة.
في بلد تُطلق فيها صافرات 14 ألف قطار يوميا، تحمل داخل عرباتها ما يزيد عن 25 مليون مسافر، لا مهرب من سماع صرخات الإنسانية تعلو على خطوطها، و أما عن الأرقام فحدث ولا حرج.
خروج عن السكة، اصطدام بقطار آخر، سقوط في النهر، عناوين رافقت حوادث القطارات في الهند والتي راح ضحيتها الآلاف، وإذا سئل عن الأسباب فالرد جاهز: خطأ بشري، أو معدات الإرسال القديمة أو تلك البنية التحتية التي تجاوز عمرها 160 سنة، ولك حرية الاختيار.
قُتل 275 شخصًا ونقل 900 إلى المستشفيات، وناشدت السلطات السكان للتعرف على ما يزيد عن 100 جثة مجهولة الهوية، أرقام تعود للحادث الأخير الذي صُنف كأسوأ حادث تصادم قطارات شهدته البلاد منذ عقدين، ولكن هناك الأسوأ قبل ذلك.
بالعودة إلى عام 1995 وقع حادث تصادم بين قطارين قرب فيروز أباد أسفر عن مقتل 358 شخصا، وتناقلت وسائل إعلام أن سبب توقف القطار الأول كان " بقرة ".. و إن لم يكن السبب متعلق بالخروج عن السكة أو بقرة ما، حكما ستتوجه أصابع الاتهام نحو الأخطاء البشرية، كما حدث في عام 2018 عندما دهس قطار حشدا يستمتع برؤية الألعاب النارية خلال احتفال ديني في شمال الهند، ليحصد أرواح 60 شخصًا، فالقطار لم يتمكن من التوقف إلا بعد وقوع الكارثة.
في الأسواق وفي الغابات مسارات غير آمنة وكثافة سكان، وعمليات صيانة لا تلبي الحاجة، أسباب كثيرة لحوادث حفرت بذاكرة كثيرين لحظات مؤلمة، بل وأجبرتهم على الخوف من صوت أبواق القطارات الهندية التي يجهل المرء متى ستطلق صافرة بداية النهاية.
