ليست روسيا وحدها.. الصين في مرمى نيران حلف "الناتو"

أنظار الغرب ليست مسلطة على روسيا فحسب، فالصين بدورها، في مرمى نيران حلف "الناتو"، حتى وإن لم تكن ثمة حربٌ قائمة، ذاك ما كشفته مجلة "دير شبيغل" الألمانية.

صحيح أن الغرب لم يكن على وئام كبير مع بكين، لكن يبدو أن صبر "الناتو" على التنين الآسيوي الصاعد، ينفد شيئًا فشيئًا.

وفي لهجة لا تخلو من الشدة والحدة، تحدث حلف شمال الأطلسي عن بكين، بصفتها تهديدًا متزايدًا، نظرًا إلى دورها وتحركها في جملة من الملفات.

تحدث الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، مثلًا، عن مؤشرات مقلقة مثل موقف الصين من الحرب الروسية الأوكرانية، والتوتر مع تايوان.

ينتقد الغرب عدم مبادرة الصين إلى التنديد بالتدخل الروسي في أوكرانيا، معتبرا إياه بمثابة مباركة وغض للطرف.

والأكثر من ذلك، أشار المسؤول الغربي البارز عن تسلح نووي صيني مثير للقلق، من ناحية الحجم والسرعة.

وفي مسعى لإظهار وجود وحدة غربية حيال الصين، أكد أن الدول الأعضاء وافقوا على مواصلة العمل لأجل حماية أنفسهم من إجراءات بكين.

والمؤاخذة البارزة لدول الناتو هي أن الصين تسعى لزعزعة قواعد النظام الدولي القائم.

في المقابل، تتحدث بكين إلى جانب حلفائها، عن حاجة ملحة فعلًا، إلى نظام دولي جديد، على اعتبار أن ما هو قائم حاليًّا، يخدم الغرب بدرجة أولى، ولا يحقق العدالة الدولية المنشودة.

ورغم الانتقاد والعتب، حرص قادة الناتو على رسم حدود الخلاف بدقة، فشددوا على أن الصين خصمٌ لهم وليست دولة عدوة على غرار روسيا.

وإذا كان الغرب يتخذ هذا النهج الحذر أو حتى الموارب إزاء بكين، فلأنه يدرك أن الصين مختلفة عن روسيا، لا سيما من حيث القوة الاقتصادية، والتأثير في مجريات السياسة الدولية.

الصين هي ثاني اقتصاد في العالم، وقبل أيام قليلة فقط، طارت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يالين، إلى بكين، لأجل ضمان "عدم انفراط العقد" بين أكبر اقتصادين في العالم.

حرصٌ يبدو مفهوما، بالنظر إلى المصالح الحيوية القائمة، لا سيما أن تايوان التي يثار الخلاف بشأنها على نحو متزايد، تعد شريانًا حيويًّا لأشباه الموصلات.

وفي حال انزلقت الأمور في ملف تايوان إلى المواجهة، فإن العالم برمته سيدفع الثمن، وفي مقدمته دول الغرب، لأن المشهد سيكون مغايرًا للغاية، عن مسار حرب روسيا وأوكرانيا، بعد فبراير 2022.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com