الواضح أن الضربات الحوثية التي شكلت تهديداً غير مسبوق للملاحة في البحر الأحمر، استطاعت لفت انتباه الأمريكيين وتشتيته عن حرب غزة
ويبدو أن عنصر المفاجأة لم يغِب عن ساحة الصراع الحوثي الأمريكي، بعد إعلان الولايات المتحدة إحباط "أول استخدام ملحوظ من الحوثيين، لمركبة تحت الماء غير مأهولة منذ بدء الهجمات" في السابع من أكتوبر
وذلك خلال خمس غارات جوية شنتها، وقالت إنها أصابت سفينة وثلاثة مواقع متنقلة لصواريخ مضادة للسفن في مناطق خاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، رداً على استهداف الأخيرة سفنًا أمريكية في البحر الأحمر باستخدام مسيّرة تحت الماء، في خطوة غير مسبوقة، لكنها لم تُكلّل بتحقيق هدفها، حيثُ أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أنه تم تدمير المسيّرة قبل اصطدامها بالسّفن الأمريكية وفقًا لصحيفة "التايمز" البريطانية.
وثمّن البيان الصادر عن الجيش الأمريكي هذه الإجراءات بأنها "ستحمي حرية الملاحة وتجعل المياه الدولية أكثر أمانًا للبحرية الأمريكية والسفن التجارية.. بحسب الصحيفة
إلا أنه لا ضمانات يستطيع الأمريكيون تقديمها أمام المخاوف المتزايدة من الخطر الحوثي المحدق على كابلات الألياف الضوئية وغيرها من البنية التحتية الحيوية في قاع البحر، كجزء من تعطيلها للأنظمة البحرية العالمية، بحسب تقرير صادر عن مركز أبحاث "بوليسي إكستشينج" اللندني.
خاصةً وأن ميليشيا الحوثي لا تتردّد في نشر التهديدات العلنية عبر قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، بأنها تخطط لتوسيع هجماتها إلى "ما تحت البحر".
ولا يشكك المركز البحثي بقدرة الحوثيين على هذا السيناريو، خاصّةً وأنهم تلقوا تدريب "الغواص القتالي" ولديهم مجموعة من الألغام البحرية التي يمكنها إلحاق الضرر بالكابلات في المياه الضّحلة للبحر الأحمر.
