جسر القرم.. لماذا يثير تفجيره غضب الروس ؟

بعدَ ثاني هجومٍ ضربَ أطولَ جسورِ أوروبا خلالَ تسعةِ أشهرٍ فقط، عَلَتْ أصواتُ التهديداتِ، فكيفَ للأوكرانِ أنْ يستهدفوا حُلمَ القياصرةِ القديمَ ؟؟  يقولُ الروس .

" جسرُ القِرمِ.. الضربةُ الموجِعةُ للمرةِ الثانية "

المشروعُ الذي ربطَ البرَّ الرئيسيَّ الروسيَّ وشبهَ جزيرةِ القِرمِ، لطالما كانَ بالنسبةِ لفلاديمير بوتين الورقةَ الرابحةَ للتباهي أمامَ شعبِهِ والعالم، كيفَ لا.. وهوَ الذي كانَ حُلمَ الجميعِ في زمنِ القياصرةِ، لكنّهُ لمْ يُبصرِ النورَ حتى عامِ ألفينِ وثمانيةَ عشرَ، فبلغتْ تكلفةُ " بناءِ القَرنِ " آنذاكَ كما يصفُهُ الروسُ مليارَينِ وسبعَمئةِ مليونِ جنيهٍ استرليني، واكتسبَ أهميةً لا تقلُّ عنْ تلكَ التي تُميِّزُ شبهَ الجزيرةِ الاستراتيجية..

لا مبالغةَ في القولِ إنَّ جسرَ القِرمِ هوَ بمثابةِ شريانِ الحياةِ بالنسبةِ لرجالاتِ موسكو الذينَ يخوضونَ الحربَ، ما يشيرُ إلى أنَّ تدميرَهُ قدْ يؤدي إلى تقويضِ الإمداداتِ الروسيةِ، الأمرُ الذي يتسببُ بتعقيداتٍ كبيرةٍ في شبهِ الجزيرةِ التي يقولُ المتحدثُ باسمِ الإدارةِ العسكريةِ الأوكرانيةِ أندري يوسوف " إنَّ الروسَ يستخدمونَها كمركزٍ لوجستيٍّ كبيرٍ لنقلِ القواتِ إلى عمقِ أراضي أوكرانيا"، لكنْ، ومعَ ذلكَ، لم تتبنَّ أوكرانيا أيَّ عمليةٍ، وتَركتِ التفسيرَ لبعضِ المصادرِ الأمنيةِ الأوكرانيةِ التي أوضحتْ بدورِها أنَّ العمليةَ نُفذتْ بوساطةِ " مُسيّراتٍ بحرية " ..

" سنفجّرُ منازلَ قادةِ الأوكرانيينَ " هكذا جاءَ الردُّ على لسانِ ديمتري ميدفيديف الذي نقلَ التهديداتِ منَ الجبهةِ إلى المنازلِ مباشرةً، بلْ إلى منازلِ أقرباءِ القادةِ أيضًا، معتبرًا أنَّ لغةَ القوةِ هيَ الوحيدةُ المفهومةُ في مثلِ هذهِ الحالات، بينما اعتبرَ الرئيسُ الروسيُّ أنَّهُ يجبُ تعزيزُ الإجراءاتِ الأمنيةِ على الجسرِ وحمايتُهُ بشكلٍ أكبرَ، مُلقيًا على عاتِقِ مَنْ حولَهُ مسؤوليةَ عدمِ السماحِ بتلقّي ضربةٍ كهذهِ مرةً أخرى..

هجومٌ يدركُ الجميعُ مدى تأثيرِهِ على خطوطِ إمدادِ القواتِ في الجنوبِ والشرق، إضافةً إلى إرباكِ القادمينَ من شبهِ الجزيرةِ الذينَ يتعيّنُ عليهم اجتيازُ ستِّمئةِ كيلومترٍ إضافيةٍ عبرَ الأراضي التي تسيطرُ عليها موسكو في أوكرانيا، ما يجعلُهم عُرْضَةً لظروفٍ غيرِ آمنة، وغيرُ ذلكَ الكثيرُ والكثيرُ منَ الأسبابِ التي تجعلُ منْ أصواتِ القطاراتِ والقوافلِ، وحتى السياراتِ، على جسرِ القِرمِ نغمةَ أمانٍ لا يرغبُ الروسُ في التوقفِ عنْ سماعِها أبدًا ..

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com