لانتقادها ممارسات الجيش الإسرائيلي.. اتهام نائبة عربية في الكنيست بدعم الإرهاب

كان يكفي لعضو الكنيست اليمينية المتطرفة غالي غوتلب أن تتهم النائبة العربية في الكنيست عايدة توما بدعم الإرهاب، لتشعل بصرخاتها العنصرية نيران التهديد والتحريض الدموي ضد توما من قبل نواب ووزراء وإعلاميين، وهو ما أدى بالفعل لإصدار لجنة سلوكيات الكنيست قرارا بإبعادها عن الكنيست لمدة شهرين، واقتطاع مبلغ من راتبها.

لم ترتكب النائبة عايدة من فلسطينيي ثمانية وأربعين ذنبا سوى أنها نددت بممارسات الجيش الإسرائيلي في مستشفى الشفاء، وهو ما قرأته النائبة اليمينية أمام الكنيست وأرفقته كذلك بكلمات بذيئة.

وعضو الكنيست توما ليست الوحيدة التي تتعرض لهذا النوع من العقاب، فقد سبق أن اتخذت لجنة سلوكيات الكنيست قرارا شبيها بحق النائب إيمان خطيب لمجرد أنها قالت إنها لم تشاهد بالفيديو الذي عُرض في الكنيست عن أحداث السابع من أكتوبر أعمال قتل أطفال أو اغتصاب، إذ طالب نواب في الكنيست رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس بإقالة خطيب، فيما سبق توما وخطيب بالعقاب النائب عوفر كسيف لأنه انتقد الحرب وأعمال الجيش في غزة.

ملاحقة القيادة التي بدأت باعتقال رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون فلسطينيي ثمانية وأربعين محمد بركة، ونواب كنيست سابقين في الناصرة بعد رفعهم شعارات تطالب بوقف الحرب، تأتي ضمن سياسة الانتقام والعدائية لكل من ينطق العربية ويعبر عن دعمه للفلسطينيين أو احتجاجه على الحرب، فيصبح بالنسبة لكل إسرائيلي من مسؤول أو مواطن داعما لحماس والإرهاب، فإما يعاقب كما حدث مع نواب الكنيست أو يعتقل للتحقيق وتقدم ضده لائحة اتهام.

ولعل الأخطر في الموضوع، هو سرعة انتشار الكراهية والعدائية، فبعد قرار معاقبة توما، تم تقديم أكثر من ألفين وخمسمئة شكوى ضدها في لجنة السلوكيات بسبب المنشور حول مستشفى الشفاء، وهو رقم قياسي في تاريخ الكنيست الإسرائيلي، ما ينذر بالمخاطر الكامنة في العلاقة مع هذه الشريحة الفلسطينية التي تشكل أكثر من عشرين في المئة من سكان إسرائيل، وتناضل منذ خمس وسبعين سنة من أجل المساواة وتحصيل حقوقها.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com