بين بايدن وترامب.. هل ضاعت هيبة البيت الأبيض؟

في أمريكا، يتناحر مرشحا الرئاسة المحتمَلَين بكل ما تحمل كلمة مناحرة من معنى، فتتصدر الهزلية مشهد القيادة في بلاد سيطر قطبها الواحد على العالم لعقود طويلة، بينما تطغى لقطات الضحك والهزل على قرارات الحسم والفصل في بلاد العم سام.

بين بايدن وترامب.. هل ضاعت هيبة البيت الأبيض؟

منذ أن تقلد ترامب منصب الرئاسة عام 2016 وتعيش العلاقات الأمريكية على مزاجية يحكمها الميلياردير الجمهوري، فتفرض أحكامه مناخا سياسيا غابت عنه مرونة الساسة ووصفه البعض بالمعادي، فلم يتردد بسحب واشنطن من الاتفاق النووي وفرض رسوم على الصين وتشديد العقوبات على كوبا بل ومحاولة الإطاحة بالحكومة الفنزويلية، وغيرها من تصرفات أبو إيفانكا، التي وصلت قبل أعوام حد تحريض المناصرين اقتحام الكونغرس، بعد التشكيك في نتائج فوز الغريم بايدن، الذي عاشت معه الولايات المتحدة هو الآخر حالة من فقدان " الأنا " الأمريكية التي اعتاد العالم أن تفرضها أمريكا على الجميع، فهرول منسحبا من أفغانستان قبل الموعد النهائي الذي حددته طالبان، مرورا بتقبل خطوط بوتين الحمراء في أزمة أوكرانيا، ووصولا إلى رفع إيران سقف مطالبها في مفاوضات الاتفاق النووي بصورة غير مسبوقة، وتعزيز الصين لمكانتها في رسالة واضحة، "نحن هنا أيضا"، ما وضع الأمريكيين في صورة لايحسدون عليها.

داخليا، لم تكن الصورة أفضل مما هي عليه في الخارج، فالجمهوري يقول " أميركا أولا " ليرد عليه الديمقراطي بالقول " أمريكا عادت " وما بين صد ورد تاهت الولايات المتحدة في نفق أزمات داخلية مسحت من ذاكرة الأمريكيين كل وعد وعهد .

أكثر من 110 آلاف أميركي قضوا بكورونا، و خسر عشرات الملايين وظائفهم بسبب قرارات ترامب، الذي اتهم بتأجيج المشاعر عبر خطاب عسكري، في الوقت الذي شهدت فيه بعض الولايات حركات احتجاجية واسعة ضد اللامساواة العنصرية فضلا عن وضع قيود على السفر من البلدان الإسلامية، كما أن غريب الأطوار احتفظ بدائرة صغيرة من المستشارين ضمت أفرادا من أسرته، وشهدت إدارته تقلبات متكررة بسبب أسلوبه الذي وصف بالتصادمي.

أربع سنوات فعل فيها ترامب ما فعل، ليخلفه بايدن الذي تعيش الولايات المتحدة معه سباقا مع الزمن لتجنب أسوء أزمة ديون ممكنة، وهو صاحب إرث في غمار السياسة مقارنة بترامب، لكن ورغم ذلك، تعثر الثمانيني في مواجهة التحديات الاقتصادية، ولم تنجح نائبته التي حاولت أن تلبس جلباب حزم هيلاري كلينتون في العديد من القضايا وخصوصا قضية المهاجرين، كما أن نانسي بيلوسي لم تكن أكثر حظا من كاميلا فهي نجحت في استفزاز التنين الصيني بزيارتها إلى تايوان، واضعة نفسها تحت مقصلة الانتقادات، التي طالتها من ترامب أولا، حينما وصفها بالمجنونة.

يعتلي ترمب منصات خطاباته التي تتحول لساحات تقليد وعرض للمواهب، ويفشل بايدن في صعود سلم الهروب من الانتقادات في كل مرة، تارة هنا، وأخرى عندما تخونه المفردات أمام الحضور، فاقدا البوصلة لتحديد باب الدخول إلى اجتماعاته، فأي مستقبل ينتظر الأمريكيين في صراع فردي بين رجل عرفه العالم كوجه إعلاني ورجل أعمال، ومتورط في قضايا تحرش وتحريض، و آخر تحوم حول ابنه الشائعات وقضايا الفساد بينما وصل حد الضياع عند الأب، إلى نسيان السلام العسكري الأمريكي.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com