خياراتٌ قاتمة تنتظر الغزيين في رحلة النزوح الأخير .. أمام تعنّتٍ إسرائيلي لاجتياح مدينة رفح آخر ملاذات القطاع المكتظة بالنازحين الهاربين من موتٍ شبه محقق يلاحقهم من شمال القطاع إلى آخر نقطة في جنوبه ..
آلة الحرب الإسرائيلية تعدّ العدّة وتمهّد لأم المعارك بغارة هنا وقصفٍ هناك .. وسط قلق وتحذير دولي من كارثة إنسانية لا مثيل لها في العصر الحديث .. لكن دون فائدة؛ فتل أبيب تعتبر التراجع عن معركة رفح إعلان هزيمة أمام حماس ..
أبواب النجاة تغلق في وجه أكثر من مليون و 300 ألف نازح، في رفح وبسبب الضغوط الأمريكية توعد نتنياهو بفتح ممرّ إنساني للغزيين .. فما الخيارات المتاحة أمامهم؟.
أولها العودة إلى شمال غزة المدمر لكن هناك من يرى أنه مقترح مستبعد تماماً، فقد توعّد نتنياهو وقادة جيشه بعدم عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة قبل عودة المستوطنين الإسرائيليين إلى غلاف غزة.
البعض يرجّح النزوح إلى أقصى شمال مدينة رفح .. لكن هذه المنطقة تعتبر ضيقة جداً ولا تستوعب الأعداد الهائلة من النازحين ..
أما الخيار الأخير فهو النزوح نحو الحدود المصرية.. وهذا الاحتمال ترفضه مصر بشكل قاطع، وحذرت من خطورة التهجير ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى الحدود مع القطاع.
احتمالات أحلاها مرٌّ .. والغزيون على قيد الانتظار ..
وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن الهجوم على رفح أصبح جاهزا وينتظر موافقة المستوى السياسي على الخطة ..
وأضافت أن خطة الجيش خلال الهجوم ستركز على هدفين هما محور فيلادلفيا وتطهير مدينة رفح نفسها من كتائب حماس، هذا بالإضافة إلى إجلاء مواطني غزة إلى مناطق أخرى في القطاع.
البداية ستكون من محور فيلادلفيا لأهميته الاستراتيجية وكجزء من هذه المرحلة، سيتم تدمير البنية التحتية لحماس بما فيها أربع كتائب تابعة للحركة تقاتل في رفح..
أما المرحلة الثانية فتهدف لإخلاء المدينة من المدنيين، ونظرا للعدد الكبير من النازحين في المنطقة، سيتعين على الجيش الإسرائيلي أن يتصرف وفقًا لـ "طريقة خان يونس" بتقسيم المدينة إلى مناطق، وإعطاء إشعار قبل دخول كل منطقة ثم تنفيذ هجوم واسع داخلها..
وبحسب القناة 12 العبرية فقد أعد الجيش الإسرائيلي مجمعين جديدين في جنوب القطاع وسيتم نقل اللاجئين من رفح إلى تلك المناطق لتخفيف الازدحام والسماح بحرية العمل العسكري هناك ..
