غاريث بيل .. الهروب الأخير

غاريث بيل .. الهروب الأخير

هو هكذا، من طينة اللاعبين الذين يمتهنون اللعبة من أجل بعض النهائيات ، يوزعون إرثهم الكروي بما يتماشى مع سنوات اللعب ، وفي النهاية يرحلون باكرا .

غاريث بيل، ذاك القطار الذي صال وجال في إنكلترا لسنوات، من ساوثهامبتون إلى توتنهام ، حيث تفتحت الأعين من مدريد على صواريخه التي كانت مضربا للمثل مع ناديه ، كيف لا وهو من سجل 9 أهداف من خارج المنطقة في موسم واحد بالبريميرليغ مع أبيض لندن كأول من يفعلها ، كبر اسم بيل فصادته ملايين بيريز عام 2013 بصفقة تجاوزت المئة مليون يورو كأول من يتعدى سعره حاجز المئة ، غادر إنكلترا وارتدى أبيض مدريد ومن هنا بدأت رحلة المجد بالأرقام ، حتى ولو اتشحت النهايات بالبؤس .

بيل ينهي التزامه مع العشب بعمر 33 عاما، ويحمل أرقاما من الصعب جدا أن يحملها ويلزي اخر ، حصد بيل 16 لقبا مع ريال مدريد 5 منها في دوري الأبطال ، شارك ب 173 هدفا مع الريال من 258 مباراة سجل 106 أهداف وصنع 67 غيرهم ، وقاد منتخب بلاده لنجاحات غير مسبوقة ، مثل الوصول إلى نصف نهائي اليورو مع بلد كان التأهل فيه لليورو فقط بطولة بحد ذاته ، كما حمل ويلز لكأس العالم في قطر لأول مرة منذ عام 1958 .

لم يكن اعتزال النفاثة الويلزية خبرا صادما لكثر، على العكس ربما ذكر شعوب الكرة بنجم كانت صواريخه تجمل سهراتهم ، فهو وفي منطق اللعبة ، غادر العقول منذ عام 2018، حيث أن التاريخ هذا كان تاريخ اعتزاله الفعلي ، بعد حرب الإصابات ودوامة الاستفزازات مع إدارة الريال والمدربين، واهتمامه الذي انصب على رياضة الجولف ، فصار مادة للتهكم الإعلامي .

هي مسيرة الأحداث المتقلبة وعناوين الظالم والمظلوم، هي ليالي الأبطال ومن بعدها ليالي الدكة، غاريث بيل، رجل النهائيات وصاحب سلسلة من أهداف العظمة التي لا تنسى، كهذه الصاروخية، أو تلك المقصية، ولا شك بهروب من الخيال احتل الذاكرة أمام برشلونة في كأس الملك عام 2014 ، قبل أن يتحول الخيال لحقيقة و الهروب لواقع أبدي .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com