عبر "ثغرة المصفاة".. كيف نجحت روسيا في تشكيل "أسطول الظل"؟

عبر "ثغرة المصفاة" التي تنصُّ على أن العقوبات لا تشمل منتجات النفط الخام المكررة خارج روسيا.. تمكنت الأخيرة من إنشاء ما يسمى بـ "أسطول الظل" والذي كان سببًا في إمداد خزينتها بكميات هائلة من الأموال، مدعومة بمبيعات قياسية من النفط الخام إلى الهند بلغت 37 مليار دولار العام الماضي، وفق تحليلٍ لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (CREA)؛ ما عزّز توازنها المالي رغم التكلفة الباهظة لحربها على أوكرانيا، والتي دخلت عامها الثالث.

وبحسب التحليل فإن بعض النفط الخام تم تكريره من قبل روسيا، ثم صدّرته الهند إلى الولايات المتحدة كمنتجات نفطية تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار...

زيادةٌ بمقدار 13 ضعفًا طرأت على مشتريات الهند من الخام الروسي، مقارنة بما قبل الحرب؛ ما يعود بالنفع على موسكو في نهاية المطاف، خاصةً بعد انخفاض مشتريات الغرب لنفطها الخام بسبب العقوبات عليها جرّاء غزوها لأوكرانيا".وفقًا للتحليل.

حلقة الوصل الإستراتيجية بين الخصمين.. لكنَّ الهوى "روسيّ".. وفي تبريرها لذلك تقول الهند على لسان وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي هارديب سينغ بوري: "إذا بدأنا بشراء المزيد من نفط الشرق الأوسط، فلن يصل سعر النفط إلى 75 أو 76 دولارًا، سيكون سعره 150 دولارًا".

أما آمي دانييل، الرئيس التنفيذي لشركة ويندوارد، فيرى أنه: "جزء من جهد منهجي روسي لجعل كل شيء أكثر تعقيدًا"، واصفًا الحافز الذي يدفع روسيا وتجار النفط للتحايل على العقوبات بأنه "هائل" بقوله: "أنت تتحدث عن شيء مربح بشكل مثير للدهشة، والإغراء للقيام به ضخم بالنسبة للمتداولين، يمكنهم جني 10 إلى 40 مليون دولار في غضون 4 أو 5 أشهر، ولا أعتقد أنها فرصة متوفرة في مكان آخر من العالم "

"أسطول الظل" ساعد روسيا على إنشاء هيكل شحن موازٍ يمكنه التغلب على العقوبات الغربية اعتمادًا على مئات الناقلات ذات الملكية الغامضة، وتقدّره "ويندوارد" بنحو 1800 سفينة العام الماضي.

بينما تضخمت الإيرادات الإجمالية إلى مستوى قياسي بلغ 320 مليار دولار عام 2023، أُنفقَ ثُلثها على الحرب في أوكرانيا، بحسب محللين، أكدوا أنها تحافظ على التماسك الروسي في حرب طويلة الأمد بأوكرانيا في وقت تستجدي فيه الأخيرة مساعداتٍ غربيةً تخشى انقطاعها..

وقادت الولايات المتحدة تحالفًا من الدول في أواخر عام 2022 تَعهّد بعدم شراء الخام الروسي أو تسهيل تجارته بأكثر من 60 دولارًا للبرميل.. فكان ذلك الدافع الحقيقي لإنشاء أسطول الظل، وكلما طالت سلاسل التوريد، زادت صعوبة فصل عمليات النقل من سفينة إلى أخرى، وزادت صعوبة تحديد التكلفة الحقيقية للبرميل الروسي".بحسب كبير محللي أسواق النفط الخام في "كبلر"، فيكتور كاتونا.

ورغم ما سبق يشير تحليل (CREA) إلى أن الولايات المتحدة كانت أكبر مشترٍ للمنتجات المكرّرة من الهند المصنوعة من الخام الروسي العام الماضي، بقيمة 1.3 مليار دولار، أما حلفاؤها فقد استوردوا ما قيمته 9.1 مليار دولار من منتجات الخام الروسي عام 2023، بزيادة قدرها 44٪ عن العام السابق، وذلك بعد تطبيق الحد الأقصى للسعر.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com