"إلى من سأعود؟".. قصة فلسطيني فقد 103 من أقاربه

"إلى من سأعود؟ من سيناديني يا أبي؟ من سيناديني يا حبيبي؟".. قالها.. ومازال يتردّد صداها.. علَّ "الصّدى" يشغل حيزاً من الجواب لأسئلةٍ تبدو وكأنها "وجوديّة" بحجم تعقيداتها.

لا جواب يمكن أن يشفي قلب الفلسطيني أحمد الغفيري الذي يقطر حزناً وألماً على فقدان 103 من أقاربه في حرب غزة.. من بينهم زوجته وبناته الثلاث، إضافة إلى أمه و4 من إخوته.

أحمد الذي كان يعمل بموقع بناء في تل أبيب، عندما هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر، لم يتمكن من العودة إلى زوجته وبناته تالا ولانا ونجلاء بسبب الحرب التي اشتعلت بعدها، والحصار العسكري الذي فرضته إسرائيل على القطاع، وبقي عالقاً.. يمنّي النفس بالاطمئنان عنهم كلما سنحت له الفرصة، إلى أن وقع هجوم في الثامن من ديسمبر، استهدف منزل عمه في منطقة الشجاعية، الذي كان يؤوي العشرات من أفراد عائلته، وأدى إلى سقوط أكثر من 100 قتيل ماتزال جثث بعضهم عالقة تحت الأنقاض.

يروي محمد تفاصيل المكالمة الأخيرة بينه وببن زوجته التي كانت تعلم أنها ستموت في تلك اللحظات ويقول: "أشعر كأنني في حلم. ما زلت لا أستطيع أن أصدق ما حدث لنا".

ففي غمضة عين انقلبت حياته.. من ربِّ عائلةٍ وأبٍ وزوج.. إلى وحيدٍ ثكلانٍ أرمل محاصرٍ بعيداً عن منزله الذي لم يعد متأكداً من رغبته في العودة إليه.. بقوله: "لقد تحطم حلمي في غزة".

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com