وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في إسرائيل للمرة الثانية في أقل من شهر، دعم لإسرائيل ظاهريا، وإقناع لتل أبيب بأن للنصر مفاهيم أخرى، لكن بفاتورة أقل.
إن سيرَ الأحداث على الأرض يوحي بأن قراءة البيت الأبيض للمشهد تتطلب إقناع إسرائيل بأهمية تخفيف الضغوط التي تجر أمريكا إليها داخليا، أو على الصعيد العالمي، إضافة إلى تجنيب إسرائيل الدخول في نفق مظلم النهاية جراء عدم قدرتها على تحقيق إنجاز ملموس عسكريا فيما يخص حماس، ولا حتى إضعاف قدرات الحركة رغم مرور ما يقارب 28 يوما من القصف الجوي للقطاع بلا توقف، وعدم فعالية العمليات البرية التي بدأها الجيش الإسرائيلي منذ أسبوع، وفي ناقلة الجنود "النمر" دليل حي، وفق خبراء.
قصف وضحايا مدنيون دون أية فائدة، فلا حماس تتأثر ولا إسرائيل تتقدم بريا، إذًا فتغيير الخطة مطلوب، قناعة أمريكية حملت الولايات المتحدة وإعلام الغرب عموما ثقلا وانتقادات لا تتوقف من كل بقاع الأرض، وجعلت كبرى المؤسسات الأمريكية تعتذر على لسان مراسليها عن معلومات مغلوطة نشرتها، ما جعل الرأي العام العالمي يثار يوميا ضد أمريكا.
الحزب الديمقراطي في أميركا يفقد التأييد والشعبية..
يقول خبراء إن الإحصائيات والتقارير الصادرة عن مؤسسات أمريكية مختصة، حول مؤشرات الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، تشير إلى تراجع تأييد الحزب الديموقراطي من قبل عدد من الأمريكيين؛ نظرا لاستمرار النهج الذي تتبعه إسرائيل وتدعمه الولايات المتحدة برفض أي حديث حول وقف إطلاق النار، ومنع المساعدات الإنسانية من الدخول، وقصف أهداف مدنية من مستشفيات ودور عبادة.
تخفيف حدة العمل العسكري ليس خسارة، ويمكن تحقيق النصر بمفاهيم أخرى
يذهب محللون إلى أن زيارة بلينكن الثانية لإسرائيل هدفها الرئيس إقناع إسرائيل بمفهوم جديد للنصر يمهد لوقف عمليات القصف، والتركيز على استهداف الأنفاق وأماكن تمركز مقاتلي حماس، وإعادة ملف الرهائن إلى الواجهة أكثر؛ فهذا الملف هو ورقة الضغط الأكثر تأثيرا في الأوساط الشعبية الأمريكية.
إعلان إسرائيل أن عملياتها العسكرية حققت أهدافها بتدمير بنية حماس التحتية، وقدرتها على خلق منطقة عازلة مع القطاع، مع الاستمرار باستهداف قياديي ومقاتلي حماس، نقطتان يرى خبراء أنهما قد تشكلان تعريفا جديدا للنصر الذي من الممكن أن تُقنع الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل به، وإلا فإنه لا نهاية تقليدية للحرب تعلن فيها إسرائيل نصرها، وأن حصر القتال في غزة سيكون صعبا مع استمرار المعارك، والطريق سيكون ممهدا لدخول الأطراف الأخرى وبشكل مختلف.
