"أرض الذهب".. "ألاسكا" ساحة مواجهة جديدة بين روسيا وأمريكا

توتر جديد تشهده العلاقات الروسية الأمريكية بعد تصريحات من موسكو تفيد بنية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعادة ألاسكا "أرض الذهب" كما توصف من الولايات المتحدة..

الخبر أحدث ردود فعل في موسكو وواشنطن، إلا أن الساحة المحتملة للصراع تقع على بُعد 800 كم من العاصمة الأمريكية، حيث تتربع ألاسكا، أكبر ولاية أمريكية من حيث المساحة.

ووفقًا لتقارير أمريكية، وقّع بوتين مرسومًا يخصص أموالًا للبحث والتسجيل والحماية القانونية للممتلكات الروسية في الخارج، بما في ذلك ألاسكا ومناطق شاسعة في أوروبا وآسيا..

وبحسب مجلة نيوزويك الأمريكية فإن المرسوم الروسي هو خطوة فسرها مراقبون كأساس للرد على الولايات المتحدة، التي لا تتوقف عن استهداف موسكو بالعقوبات.

ورغم عدم تعليق الكرملين على هذا المرسوم، فإن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قال إن إدارة الرئيس بايدن متفقة على أن بوتين لن يستردها، ما دفع الرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، للتعليق على ذلك بالقول: "إذًا الحرب أمر لا مفر منه".

كانت صفقة بيع ألاسكا واحدة من أغرب الصفقات في التاريخ، حيث باعت روسيا قطعة أرض تبلغ مساحتها 1.8 مليون كيلومتر مربع، وتضم ثروات هائلة من المعادن والنفط والغاز، مقابل مبلغ زهيد لا يتجاوز 7.2 مليون دولار، أي ما يعادل 125 مليون دولار في الفترة الحالية.

لكن ما هي أبرز الأسباب التي دفعت روسيا إلى بيع ألاسكا؟

الهزيمة في حرب القرم العام 1856 أضعفت روسيا وأصبحت قوتها العسكرية غير قادرة على الدفاع عن ألاسكا.. وفي ذلك الوقت كانت بريطانيا قوة بحرية عظمى وأنظارها نحو ألاسكا، وكانت روسيا تخشى من أن تتعرض ألاسكا لهجوم بريطاني.

ومن الناحية الاقتصادية كانت ألاسكا منطقة نائية وغير مأهولة بالسكان بشكل كبير، ولم تكن تتمتع بأهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة لروسيا.

بعد مفاوضات مطولة توقفت لسنوات بسبب الحرب الأهلية الأمريكية، تم بالفعل العام 1867، التوقيع على اتفاقية بيع ألاسكا لأمريكا مقابل 7,2 مليون دولار، والغريب أن الرأي العام الأمريكي اعتبر الصفقة وقتها إهانة لبلادهم.

وفي أواخر القرن التاسع عشر، اكتشف الذهب في ألاسكا، ما أدى إلى تغيير موقف الشارع الأمريكي من الصفقة، حيث أصبح ينظر إليها على أنها صفقة ناجحة.

ورغم تقليل بوتين في السابق من أهمية بيع ألاسكا للولايات المتحدة، ووصفه الصفقة بأنها "غير مكلفة"، لكن بعض حلفائه أشاروا إلى أن موسكو قد تعيد فتح القضية باعتبارها نزاعًا إقليميًّا، فهل استعادة موسكو لألاسكا ضرب من الخيال، أم حقيقة تستلزم تحركا فعليا؟.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com