أبصر النور بعد 8 سنوات من الاعتقال، كان فيها أسيرا، بعدما عرفته الميادين مقاتلا بقي يحظى بشعبية كبيرة رغم سنوات الغياب.
اللواء الركن محمود سالم الصبيحي، حرا طليقا في اليمن، ضمن صفقة تبادل أسرى، شملت أكثر من 880 أسيرا ومختطفا بين الحكومة اليمنية والحوثيين، وهو الذي برز اسمه كوزير أسبق للدفاع، كأحد أهم الأسرى المحتجزين لدى الحوثيين، على مدى سنوات الحرب الماضية، إلى جوار شقيق الرئيس اليمني السابق، اللواء ناصر منصور هادي، واللواء فيصل رجب.
قائد في زمنين مختلفين في اليمن
عاش ابن الـ 75 عاما حياةً عسكرية في زمنين مختلفين باليمن، وتقلد في كليهما مناصب حساسة، زرعت له من الشعبية ما بقي حاضرا حتى خلال سنوات غيابه، انطلاقا من إدارته لديوان وزارة الدفاع في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عام 1976، حتى قيادته للواء 25 ميكانيكي بصنعاء العام 1993، عقب توحد جنوب اليمن مع شماله، تحت مسمى الجمهورية اليمنية، خرج بعدها متنقلا بين سلطنة عُمان والسعودية والإمارات ثم الكويت لمدة 15 عاما، وفي 2011، بات اللواء الصبيحي قائدًا للواء 201 ميكانيكي، وبعدها بنحو عامين عيّنه الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، قائدًا للمنطقة العسكرية الرابعة، قبل أن يجد الرئيس هادي ضالته في الصبيحي كقائد عسكري قوي يثق به، ليعينه وزيرًا للدفاع في الحكومة المشكّلة أواخر العام 2014 .
الاعتقال .. بين نفاد الذخيرة والخيانة
الصبيحي الذي غاصت تفاصيل احتجازه في بحر من الغموض، بين من روى نفاد ذخيرته، قبل اعتقاله، وبين من تطرق لقصص خيانة تعرض لها، بعد تسريب تحركاته لخصومه عام 2015. ظل وزيرا للدفاع من معتقله حتى أواخر 2018، حينما تم تعيين محمد المقدشي وزيرا للدفاع آنذاك، لتسمح حينها ميليشيات الحوثي له بإجراء أول اتصال هاتفي.
وخلال سنوات الاعتقال ورغم أنه كان من القادة المشمولين بالقرار الأممي 2216 الذي يلزم ميليشيات الحوثي بإطلاق سراحه، لكن الأخيرة رفضت تسليمه خلال 4 جولات تفاوض، وظلت تتخذه ورقة ضغط لابتزاز المجتمع الدولي.
اليوم وبعد خروج الصبيحي ومعه شقيق الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي، ضمن عملية تبادل الأسرى، قد يتبدل المشهد اليمني مع ما يمكن تسميته أولى خطوات تعزيز الثقة بين الأطراف اليمنية، خاصة وأنها جاءت بهيئة التبادل الأكبر بين الطرفين، فيما قد يمهد لحل سلمي في البلاد.
