ما الخط الأحمر الذي رسمه نتنياهو لبايدن؟

وكأنه الوحيد الذي يرى في استمرار الحرب فائدة، رغم أن وسطه ومن لف لفه على يقين بأن لا تحرير الرهائن ولا الحلول السياسية ولا حتى الإنجازات العسكرية واردة، دون صفقة يتخلى فيها قليلا عن تعنت بات مزعجا للمقربين قبل الأعداء، نتنياهو مصر ودعوات لبايدن من أجل التخلي عنه وإعلان عدم الثقة فيه علنا.

يديعوت أحرونوت نشرت مقالا تحدثت فيه عن أن مقربين من الرئيس الأمريكي جو بايدن نصحوه برفع يده عن مصالح صديقه نتنياهو وإعلان انهيار جدار الثقة بينهما، حيث إن إدارة بايدن تشعر بالإحباط من إطالة أمد الحرب، ومن حقيقة أن نتنياهو يرفض مناقشة الواقع في غزة أو حتى المستقبل القريب، في وقت يحتاج فيه بايدن إلى إنجاز دبلوماسي لإنهاء الحرب قبيل بدء السباق الانتخابي إلى البيت الأبيض.

واشنطن التي دعت إسرائيل إلى خفض وتيرة هجومها، وأكدت أن إقامة دولة فلسطينية يجب أن تكون جزءا من أي سيناريو لما بعد الحرب، يرفض نتنياهو مقترحاتها في شرخ يتسع أكثر وأكثر حول خط أحمر وضعه نتنياهو على نفسه، ومفاده بأن لا وقف للرصاص دون إعلان نصر كامل في غزة، ولا سماح بإقامة دولة فلسطينية؛ الأمر الذي يضع أمريكا في موقف فقدان لدورها الضامن للاستقرار في المنطقة قبيل بدء السباق المحموم نحو البيت الأبيض، وهي التي تسعى بكل السبل لخلق مساحة تخفف وتيرة الحرب في غزة، يؤكد هذا طرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي لإيجاد اتفاق مع إسرائيل يتعلق بمساعدة جيران غزة لها في إعادة الإعمار بعد الحرب بشرط التزام إسرائيل بالسماح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

صد إسرائيلي لمساعٍ أمريكية، يقابله احتقان داخلي في إسرائيل، تبلوره المظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها شوارع إسرائيل مطالبة بالأسرى، ومن قبل هذا انفصام في مواقف الحكومة الإسرائيلية التي يرى مسؤولون فيها بأن سفينة تل أبيب تبحر عكس تيارات المنطق، مع تصريحات كان آخرها لمراقب مجلس الوزراء الحربي في إسرائيل غادي آيزنكوت الذي قال: "نحن نكذب على أنفسنا، وعلى حكومة إسرائيل أن تتحلى بالحكمة قبل فوات الأوان"، فهل يغير نتنياهو لون خطه الأحمر لأخضر، بما يخفف حدة الصراع ويسمح بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة؟.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com