"كاتب قصص أطفال".. أسرار عن حياة قائد "فاغنر" يفغيني بريغوجين

"إن رجلا واحدا كان قادرا على الجمع بين كل أنواع الشخصيات.. إنه بريغوجين". كانت تلك إجابة عالمة النفس كارينا ميليتونيان، على سؤال صحيفة موسكو تايمز لها عن الفجوة بين بريغوجين مؤلف قصص الأطفال وأمير الحرب.

قد يصعب على المرء التصديق أن رجلا كقائد "فاغنر" يمتلك موهبة كتابة قصص ساحرة للأطفال وإبداع رسومها.

وتزداد دهشته عندما يعلم أن ذات الرجل يمتلك تاريخاً إجرامياً لعمليات سطو في سن الـ 18، حكم لأجلها 13 عامًا. ليُطلق سراحه عام 1990، بينما الاتحاد السوفيتي ينهار. فعاد إلى سان بطرسبرغ، وبدأ يبيع النقانق في مطبخ بشقة متواضعة لعائلته.

وخلال وقت قياسي امتلك بريغوجين حصة في سلسلة من المتاجر الكبرى. وعام 1995 فتح مع شركائه مطعمهم الخاص.

شهرة المطعم جذبت إليه نجوم الفن والسياسة، ومن بينهم رئيس بلدية سان بطرسبرغ، الذي كان يرافقه نائبه حينها فلاديمير بوتين!

والذي استطاع بريغوجين التقرب إليه، ليتحول فيما بعد إلى "طباخ الرئيس".

وفي القصة التي ألفها مع طفليه آنذاك "بولينا وبافيل" إسقاطات كثيرة على حياته ومستقبل طموحاته.

تدور أحداثها في أرض "الأقزام" الذين يعيشون بين البشر العاديين ويتبعون "إندراغوزيك" الذي يسقط من الثريا ويحاول البحث عن طريقة للعودة إليها.

وفي تلك الأثناء يلتقي بمجموعة شخصيات بما فيها قزم آخر كبير السن يُدعى غاغاريك، والذي يطبخ الحساء للصبي.

وينتهى المطاف بإندراغوزيك في "المدينة الكبيرة" حيث أقام صداقة مع صبي بشري، ساعده في العثور على منطاد والعودة إلى الثريا، لتنتهي بذلك القصة المؤلفة من 90 صفحة تتخللها رسومات جميلة تُنسب لـبريغوجين.

ليس شخصا عاديا

فمن تحدى رجلا بحجم بوتين وغامر بعلاقته به يحتاج من القوة الداخلية والثقة الشيء الكثير.. وربما الجرأة والتهوّر..!

وفي الوقت نفسه امتلك القدرة على إحداث تأثير مذهل على أبنائه لدرجة جعلتهم يرسمون حياتهم على خطاه؛ حيث انطلق ابنه بافل (27 عاماً) ليحارب في سوريا وأوكرانيا، بينما امتلكت ابنته بولينا (30 عاماً) فندقاً فخماً في سان بطرسبرغ.

وفي غمرة الأسئلة عن مصير فاغنر.. يدغدغ الفضولَ سؤالٌ عن بريغوجين نفسه، ما المسار الذي ستتخذه حياة هذه الشخصية الاستثنائية والغريبة بعد مجازفته الكبرى، والتي إلى الآن يلفُّ الغموض كثيراً من تفاصيلها.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com