لماذا تضغط أمريكا لنشر قوات دولية في غزة؟

على الورق يبدو حلاً يناسب الجميع وفق محللين، بعيدًا عن إمكانية التطبيق والعقبات، فما الذي يعنيه وجود قوات حفظ أمن متعددة الجنسيات في قطاع غزة؟

هي مرحلة ما بعد الحرب، تفاصيلها يكشف تقرير مجلة بوليتيكو الأمريكية بعضًا منها، حيث إن مسؤولي إدارة جو بايدن يجرون محادثات أولية حول خيارات لتحقيق الاستقرار في غزة بعد الحرب، بما في ذلك اقتراح بأن يساعد البنتاغون في تمويل قوة متعددة الجنسيات، لن تشمل قوات أمريكية على الأرض، وإنما قوات حفظ سلام دولية في غزة.

دعم أمريكي للفكرة وترحيب إسرائيلي على مضض، فتل أبيب لا تريد حلاً جذريًا دون القضاء الكامل على حماس واستعادة الرهائن، لأن تكرار ما جرى في السابع من أكتوبر ما زال واردًا في قاموسها، رغم أن  خطوة كتواجد قوات حفظ سلام متعددة الجنسيات ستؤدي إلى بناء هيئة حاكمة في القطاع غير حماس، وستعالج مشكلة إسرائيل المتزايدة مع الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالوضع الإنساني في غزة، الذي تفوق على مجاعات العالم، وتجاوز العناوين الرنانة التي ما زالت تدّعي أن القطاع على شفا حفرة المجاعة ومهدد بالجوع.

وفي الوقت الذي يُتوقع فيه أن يُقابل الطرح بالرفض من كل الأطراف الفلسطينية ، يؤكد مراقبون أن دخول قوات لا تعرف قطاع غزة جيدًا، ولا طبيعة السكان هناك، سيزيد المسألة تعقيدًا ويفرض قيودًا وقتية جديدة لاحتواء الموقف، الأمر الذي سيضاعف الفوضى ويقتل الاستقرار، فضلاً عن أن فكرة المحتل لدى الفلسطيني ستبقى قائمة لكن باختلاف المسمى.

لكن ومن جانب آخر فإن خطوة من هذا القبيل وبحسب أصوات تؤيدها، ستكون بمثابة مرحلة انتقالية قد تنجح بفرض التنظيم، ومن قبل هذا إحباط مخططات نتنياهو باحتلال القطاع كليًا، وأيضًا تأهيل الحكومة الفلسطينية "التكنوقراط" لاستعادة العمل كجزء من مهامها في القطاع، فهل يتحول الطرح لحل واقعي على الأرض هذه المرة ؟ أم سيشبه غيره من الاقتراحات التي بقيت كلامًا؟

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com