عدن.. بأي حال عدت يا عيد؟
عدن.. بأي حال عدت يا عيد؟عدن.. بأي حال عدت يا عيد؟

عدن.. بأي حال عدت يا عيد؟

يستعد أهالي عدن لاستقبال عيد الأضحى بالرغم من تفاقم معاناتهم الناجمة عن ارتفاع الأسعار، وانقطاع الكهرباء، وتردي الوضع البيئي في شوارع المدينة اليمنية الجنوبية.

وبعد نحو شهرين على دحر مليشيا الحوثي من المدينة، يقول مواطنون إن "المدة القصيرة لم تكن كافية للحكومة من أجل إعادة أبسط مقومات الحياة في المدينة، أو العمل الجاد لرفع جزء بسيط من المعاناة التي تجرعها المواطن العدني طيلة الشهور الستة الماضية".

ويضيف المواطنون "كان المواطن العدني يأمل أن يقضي هذا العيد بفرح وسرور، يحلم بتذوق طعم العيد، لا سيما أن عيد الفطر مر مرور الكرام مثله كباقي أيام العام على كافة الأسر العدنية التي كانت تعيش أوضاعاً مأساوية جراء الحرب والنزوح والدمار الذي حل بالمدينة" .

أزمة الكهرباء

يعاني المواطن العدني بشدة من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، حيث أن الحكومة تمد بيوت المدينة بالكهرباء عشر ساعات في اليوم الواحد مقسمة على عدة فترات، الأمر الذي بات يشغل فكر الأهالي في هذه الأجواء الحارة والرطوبة الشديدة.

ويقول المواطن ناصر علي مثنى (43 عاما) لشبكة "إرم" الإخبارية، إن "جهودا حثيثة تبذلها الإمارات العربية الشقيقة من أجل أهالي عدن، حيث وفرت 57 مولداً كهربائياً بشكل إسعافي لمدينة عدن، ووعدت بإصلاح منظومة جديدة للكهرباء خلال الأيام المقبلة، لكن كل ذلك لم يشفع للأهالي لدى مؤسسة كهرباء عدن والقائمين عليها الذين يتلذذون بمشاهدة قطرات العرق تتصبب من أبدان ووجوه الرجال والنساء والأطفال وحتى الشيوخ، ويتفننون في تجريع المواطن أنواع عدة من المعاناة، ويستريحون عند سماعهم بكاء الرضع والأطفال وأجسامهم تختلس من الحر"، على حد قولهم.

من جانبه، طالب مختار سالم (37 عاماً) الإمارات "بعدم دعم مؤسسة الكهرباء بالمولدات أو بالمال، ندعوها أن تقوم هي بنفسها عبر مندوبيها بالعمل على إصلاح منظومة جديدة للكهرباء في عدن.. هناك مسؤولون في عدن من الفاسدين، وتاريخهم حافل بعمليات النصب والاحتيال".

"كارثة بيئية"

يعاني أهالي عدن من وضع بيئي سيء مع انتشار مياه الصرف الصحي في شوارع وطرقات المدينة ووصولها إلى مساكن بعض المواطنين، بسبب توقف عمال البلدية عن العمل منذ مدة.

ويقول الإعلامي فتاح المحرمي لشبكة "إرم" إن "مياه المجاري تنتشر في كل شوارع وطرقات عدن بشكل غير معقول حتى بات الأمر يهدد بكارثة بيئية محققة إذا لم يتم تداركه سريعاً".

غلاء الأسعار

وأدى غياب الرقابة وجشع التجار إلى ارتفاع كبير في الأسعار ضاعف من معاناة المواطنين. ويقول الصحافي صلاح بن لغبر لـ"إرم": "في الحرب الأخيرة استغلت بعض المحال والتجار الناس البسطاء بشكل إجرامي؛ فقد قام البعض في أول أيام الحرب برفع الأسعار بشكل جنوني أضعافا مضاعفة دون مراعاة لأدنى مشاعر الإنسانية والتراحم وكان كل همهم تحقيق أرباح كبيرة واستغلال الحرب بشكل ﻻ إنساني".

ويضيف بن لغبر: "وبدﻻً من أن يقفوا مع الناس، كانوا عدواً لهم، واستغلوهم وقت شدتهم أبشع استغلال"، واصفاً التجار بـ"الدراكوﻻت ومصاصي دماء بل أبشع من ذلك"، على حد تعبيره.

وتابع "في اليوم الثالث أو الرابع للحرب، رأيت أحد أصحاب السوبر ماركت، قد نزع ملصقات الأسعار وأعطى أوامره للمحاسبين بمضاعفتها 100%، كان الناس يتهافتون على البضائع بزحام كبير بعضهم أنفق ما ادخره لأعوام طويلة في شراء غذاء لعائلته فدفع كل مدخراته لتاجر جشع ﻻ يعرف الخوف من الله".

لا مرتبات

لم يستلم الكثير من مواطني عدن رواتبهم المتوقفة منذ شهور، حيث أغلقت فروع البريد أبوابها في وجوههم بحجة أنه "لا يتوفر لديها سيوله لدفع مرتباتهم"، على حد قول السكان.

ويؤكد المتقاعد مصطفي عبد الولي (61 عاماً) أنه "يتردد بشكل يومي على مكتب البريد العام في مديرية كريتر منذ ما يقرب من أسبوعين ليتمكن من استلام راتبه لخمسة شهور مضت، لكنه لم يستطع استلامه حتى اليوم بسبب الازدحام الشديد والحجج الواهية التي تضعها إدارة البريد".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com