تعتبر حلوى "الشبّاكية" و"البريوات" من الأكلات الأساسية التي تؤثث موائد الإفطار خلال شهر رمضان عند الأسر المغربية.
ونظراً لأهمية هاتين الأكلتين ومكانتهما خلال الشهر الفضيل؛ فإن الأعراف والتقاليد المغربية الأصيلة دأبت منذ عقود أن تُخصص البيوت استعدادات استثنائية قبل حلول شهر رمضان بأسابيع، وذلك من أجل التحضير لهاتين الوجبتين العريقتين، حيث يتم بداية اقتناء المواد الأساسية المشكلة لها من سمسم ويانسون، ولوز، وجوز، وغيرها؛ ثم بعدئذ يتم الانتقال إلى مرحلة تنقيتها من الشوائب قبل الشروع أخيرًا في مرحلة التحضير والطهي.
ويحرص المغاربة باختلاف شرائحهم على إعداد "الشبّاكية" و"البريوات"، أو شرائها جاهزة، حيث يزداد الطلب عليهما طيلة الشهر الفضيل.
وتشهد الأسواق المغربية خلال هذه الأيام حركة دؤوبة، كما تسجل محلات العطارة والفواكه الجافة توافد أعداد كبيرة من الأسر لاقتناء المواد الخاصة بإعداد "الشبّاكية"، و"البريوات".
واكتسبت "الشبّاكية" والتي تدعى في بعض المناطق بـ"قريوش" و"المخرّقة"، شهرة كبيرة خارج المملكة؛ بشكلها الجميل المزين بالعسل والسمسم وكذا اللوز المقرمش.
ولا يمكن شرب "الحريرة"؛ الحساء الرسمي للمغاربة خلال شهر رمضان بدون حلوى "الشبّاكية"، بحسب العادات المغربية.
و"الشبّاكية" عبارة عن حلوى معدة من الدقيق، والسمسم، والبيض، والزبدة، وماء الزهر، والزعفران، والزيت، والقرفة، والمستكة. يتم خلط كل هذه المكونات حسب الكمية المطلوبة، وبعد ذلك تُقطع وتُشبك ثم تقلى في الزيت وتُغطس في العسل لمدة معينة، ويتم تزيينها بالسمسم أو اللوز في نهاية المطاف.
أما "البريوات" - والتي استأثرت باهتمام بعض المؤرخين والباحثين بمجال الطبخ -، فهو طبق ينتمي لعائلة الفطائر، يحضر بورق "البسطيلة" المتكون من عجين رقيق للغاية يصنع من الدقيق والماء والملح.
"البريوات" يمكن أن تقدم كطبق تحلية إذا كانت محشوة باللوز، أو كمقبلات إذا كانت محشوة بفواكه البحر أو اللحم المفروم.
ومهما كان طعمها، تُلف "البريوات" على شكل مثلث وتقلى في الزيت حتى تحصل على لونها الذهبي المقرمش، وإذا كانت محشوة باللوز فهي تغطس في العسل وتُزيّن بالسمسم. ولا يمكن للأسر المغربية أن تتجاهلها؛ فهي تحضر أيضا ضيفة شرفية على مائدة رمضان.
عادات عريقة
وفضلاً عن الاهتمام بالجانب الروحي والعبادة، تتشبث الأسر خلال شهر الصيام والذي يلقبه المغاربة بـ"سيدنا رمضان"، بإعداد مجموعة من الأطباق العريقة تحل ضيفة شرفية على موائد الإفطار.
وحيال ذلك، رأى علي شعباني، الأستاذ الباحث في علم الاجتماع، أن مثل هذه الحلويات الشعبية تعد جزءًا من عادات الأسر في المملكة، والتي يصعب التخلي عنها. مشيراً إلى أن المغاربة يستعدون لشهر الصيام من شتى الجوانب روحيًّا وثقافيًّا.
وأضاف شعباني، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن المرأة المغربية برصيدها الغني بالعادات والتقاليد، تحرص على إعداد هذه الأكلات التقليدية أو شرائها كي تكون من العناصر المتواجدة على مائدة الإفطار.
واعتبر الباحث في علم الاجتماع، أن المطبخ المغربي خلال شهر رمضان "جدُّ مميز"، فهو يمزج بين الحلو والمالح بطريقة فريدة.