تعزيز الذاكرة
تعزيز الذاكرةمتداولة

الكشف عن دور ”هرمون الحب“ في تعزيز الذاكرة

كشفت أبحاث علم الأعصاب الحديثة التي أجراها فريق من العلماء من جامعة "طوكيو" للعلوم عن تقدم كبير في فهم تكوين الذاكرة. وركزت الأبحاث، بحسب موقع psypost، على دور الأوكسيتوسين، الذي يشار إليه باسم "هرمون الحب"، في تعزيز الذاكرة.

الأوكسيتوسين، وهو هرمون يتم إنتاجه في منطقة ما تحت المهاد، معروف منذ فترة طويلة بدوره في تعزيز الروابط الاجتماعية والروابط العاطفية. ومع ذلك، فإن تأثيره يمتد إلى ما هو أبعد من العواطف إلى الوظائف المعرفية المختلفة، بما في ذلك التعلم والذاكرة.

ويعمل الأوكسيتوسين عبر مناطق مختلفة من الدماغ، ويرتبط بمستقبلات محددة؛ ما يؤدي إلى بدء سلسلة من الإشارات الخلوية التي تؤثر على نشاط الخلايا العصبية وإطلاق الناقلات العصبية.

وبدافع من الأبحاث السابقة التي تشير إلى إمكانات الأوكسيتوسين كهدف علاجي للخرف ومرض الزهايمر، عمد الباحثون إلى التعمق في تأثيره على الذاكرة، إذ سعوا إلى فهم كيف يساهم الأوكسيتوسين الداخلي، الذي يتم إنتاجه داخل الجسم، في الجوانب غير الاجتماعية للذاكرة، مثل التعرف على الأشياء.

وباستخدام التقنيات الدوائية المتقدمة، قام الباحثون بتنشيط الخلايا العصبية المنتجة للأوكسيتوسين بشكل انتقائي في النواة المجاورة للبطينات (PVN) في منطقة ما تحت المهاد في مجموعة من الفئران. وقد سمح لهم هذا التلاعب الدقيق بتقييم تأثير الأوكسيتوسين على عمليات الذاكرة بدقة.

وقد شملت الدراسة 51 فأرًا ذكرًا تم توليده لتسهيل التنشيط المستهدف لخلايا الأوكسيتوسين العصبية. ومن خلال الاختبارات السلوكية مثل مهمة التعرف على الأشياء الجديدة واختبار المتاهة، قام الباحثون بتقييم قدرات الذاكرة لدى الفئران. ومن خلال مقارنة سلوك الفئران ذات الخلايا العصبية المنشَّطة بالأوكسيتوسين بتلك التي تتمتع بنشاط طبيعي، تمكنوا من تمييز مساهمة الأوكسيتوسين المحددة في الذاكرة.

وكشفت النتائج أنه على الرغم من أن الذاكرة المكانية قصيرة المدى لم تتأثر، إلا أن تنشيط الخلايا العصبية للأوكسيتوسين عزز بشكل كبير ذاكرة التعرف على الأشياء طويلة المدى. وارتبط هذا التحسن بزيادة النشاط في مناطق الدماغ مثل النواة والحصين، وهو أمر بالغ الأهمية لتكوين الذاكرة واسترجاعها.

كما أشارت تجارب أخرى إلى أن التنشيط المباشر للمحاور التي تطلق الأوكسيتوسين في الدماغ أدى إلى تحسن ملحوظ في قدرة الفئران على التعرف على الأشياء الجديدة. ويشير هذا إلى مسار محدد يقوم من خلاله الأوكسيتوسين بتعديل الذاكرة؛ ما يؤثر على نشاط الخلايا العصبية وبالتالي يؤثر على معالجة الذاكرة.

وأكد الباحثون أن البيئة المحفزة التي تنشط الأوكسيتوسين في الدماغ يمكن أن تخفف من تطور الخرف. ومع ذلك، فإن قيود الدراسة، بما في ذلك تركيزها الحصري على ذكور الفئران واستخدام التنشيط الكيميائي، تتطلب المزيد من الاستكشاف.

وقد تتضمن اتجاهات البحث المستقبلية دراسة تأثيرات الأوكسيتوسين على الإناث، وفحص دوره عبر مراحل مختلفة من تكوين الذاكرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن فهم التفاعل بين الأوكسيتوسين والناقلات العصبية الأخرى المشاركة في الذاكرة يمكن أن يكشف النقاب عن أهداف علاجية جديدة لضعف الذاكرة والخرف.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com