مستمعون ومشاهدون جدد لأناشيد الفنان العراقي الراحل، محمد العزاوي، على مختلف منصات الموسيقى والأغاني والأناشيد، حيث يحضر منشد الرافدين لدى معجبيه الكثر رغم غيابه لأول مرة عن رمضان.
فبعد أشهر من وفاة صاحب الصوت الإنشادي الفريد، عاد به رمضان؛ إذ لا تكتمل طقوس شهر الصيام الفضيل دون الأناشيد الإسلامية التي يعد العزاوي من أبرز فرسانها وأكثرهم إتقاناً لأدائها.
وتتصدر أنشودة "مع الله" خيارات محبي العزاوي وصوته المؤثر، لتواصل بعد وفاته كما في حياته، مكانتها كواحدة من أبرز نفائس الإنشاد الإسلامي التي تستهوي الجميع، ويحضر مؤديها الراحل بصوته رغم الغياب.
ويصف محبو الإنشاد الديني، أنشودة "مع الله" التي تنتمي لألبوم "أمنية العمر" بأنها من "عيون النشيد في العصر الحديث" حيث كتب كلماتها المؤثرة الشاعر عبد المعطي الدالاتي، ولحنها وأنشدها العزاوي بإحساس عميق يترك أثراً في المستمعين.
ولا ينتقص نجاح أنشودة "مع الله" أيا من أناشيد العزاوي في ألبوماته الثلاثة "أمنية العمر" و"الارتقاء" و "مع الله"؛ إذ تتمتع أناشيد مثل "يشرق دمعي" و "مطار المدينة" وغيرها بالشهرة ذاتها.
وينتمي العزاوي لعائلة عراقية عريقة، وقد استهواه الإنشاد الديني متأثراً بالأجواء الدينية في منزله، فقد كان والده إماما في محافظة ديالى بالعراق، ليصبح فيما بعد أحد أبز المنشدين في العراق والعالم العربي.
يحمل محمد العزاوي، إجازة في الشريعة الإسلامية في كلية الشريعة في جامعة بغداد عام 1997، كما حصل على درجة الماجستير في التخصص نفسه، وقد عمل إماماً لعدة مساجد داخل العراق، وفي الإمارات التي استقر فيها لسنوات طويلة.
وللعزاوي مشاركات كثيرة في المهرجانات وبرامج الإنشاد التلفزيونية في العراق والسعودية والإمارات، منشداً ومقدماً وحكماً، وبينها قناة "المجد" السعودية الدينية.
وتوفي العزاوي إثر نوبة قلبية مفاجئة في بغداد يوم الجمعة 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن عمر 53 عاماً، لتبقى أناشيد أستاذ المقامات العراقية تذكر به على الدوام، بينما يحكي بيت واحد من أنشودة "مع الله" كل القصة، إذ يقول فيه "مع الله قـبل انبثاق الحياة ... وبعد الممات.. وتحت الحفر".