المشروبات الصناعية
المشروبات الصناعيةمتداولة

الاستهلاك المبكر للمشروبات المحلاة يرتبط بالسمنة لدى البالغين

ألقت دراسة حديثة نشرها موقع news-medical الضوء على التأثير طويل المدى لاستهلاك المشروبات المحلاة في مرحلة مبكرة من العمر على السمنة لدى البالغين والأنماط الغذائية. وأكدت النتائج أهمية فهم ومعالجة العادات الغذائية لدى الأطفال لمكافحة السمنة لدى البالغين بشكل فعال.

وهدفت الدراسة التي أجراها فريق من الخبراء إلى التعمق في العلاقة بين تناول المشروبات المحلاة أثناء الطفولة وتطور السمنة في مرحلة البلوغ. وبدلا من جمع أنواع المشروبات السكرية معا، ميزت الدراسة بين المشروبات المحلاة بالسكر وعصائر الفاكهة، مع الاعتراف بالاختلافات المحتملة في آثارها الصحية.

ضمت مجموعة الدراسة أطفالًا ولدوا في بريستول، المملكة المتحدة، بين أبريل 1991 وديسمبر 1992. وعلى مدار عدة سنوات، قام الباحثون بتقييم استهلاك المشاركين للمشروبات في مختلف الأعمار، بدءًا من عمر السنتين وحتى مرحلة المراهقة. وقدم هذا النهج الطولي رؤى قيمة حول كيفية ارتباط التعرض المبكر للمشروبات المحلاة بالسمنة والعادات الغذائية في وقت لاحق من الحياة.

وقد كشفت النتائج المبكرة عن وجود ارتباطات كبيرة بين استهلاك المشروبات المحددة ونتائج السمنة. على سبيل المثال، بين الذكور، ارتبط استهلاك الكولا بزيادة السمنة، في حين أظهرت الإناث اللاتي تناولن قرع الفاكهة اتجاهات مماثلة. ومن المثير للاهتمام أن أولئك الذين لم يشربوا عصير التفاح أظهروا ارتفاعًا في متوسط مؤشر كتلة الجسم.

علاوة على ذلك، استكشفت الدراسة الأنماط الغذائية الأوسع المرتبطة باستهلاك المشروبات المحلاة، إذ يميل الأطفال الذين ينغمسون في المشروبات المحلاة بالسكر إلى استهلاك المزيد من الكربوهيدرات والطاقة والدهون غير الصحية، في حين أظهر أولئك الذين اختاروا عصير الفاكهة النقي تفضيلهم لخيارات غذائية صحية، مثل البروتينات والسكريات الطبيعية.

وامتد تأثير خيارات المشروبات المحلاة المبكر إلى ما هو أبعد من مجرد الاستهلاك، مما أثر على العادات الغذائية العامة، إذ يميل الأطفال الذين يستهلكون المشروبات المحلاة إلى تفضيل الأطعمة المصنعة مثل النقانق والبرغر، في حين أظهر الفريق المقابل تفضيله للخيارات الصحية مثل الفواكه والخضروات.

ومن الجدير بالذكر أنّ العوامل الاجتماعية والاقتصادية لعبت دورًا مهمًا في اختيارات المشروبات، حيث كان الأطفال من الخلفيات الأكثر حرمانًا أكثر ميلًا نحو الخيارات غير الصحية مثل الكولا، ما أدى إلى إدامة الفوارق الغذائية منذ سن مبكرة.

وأكدت تحليلات الانحدار على القوة التنبؤية للنظام الغذائي في مرحلة الطفولة على السمنة لدى البالغين، مع التركيز على أهمية التدخلات الغذائية المبكرة. أشارت النتائج إلى أن العادات الغذائية المتبعة خلال مرحلة الرضاعة والطفولة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على خطر السمنة في وقت لاحق من الحياة.

وبهذا، أكدت الدراسة الحاجة إلى تدخلات تهدف إلى تعزيز خيارات المشروبات الصحية والعادات الغذائية منذ سن مبكرة. ومن خلال معالجة التفاوتات الغذائية لدى الأطفال وتعزيز بيئات غذائية أكثر صحة، يمكن العمل على التخفيف من مشكلة السمنة المتزايدة لدى البالغين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com