رواية الروائي العماني زهران القاسمي "تغريبة القافر"
رواية الروائي العماني زهران القاسمي "تغريبة القافر"متداولة

هل استعان زهران القاسمي برواية "العطر" ليكتب روايته "تغريبة القافر"؟

تستعد الكاتبة والناشرة العراقية نور المفتي، لكتابة مراجعة لرواية "تغريبة القافر"، للكاتب العماني زهران القاسمي، والتي فازت بجائزة البوكر الرفيعة العام الماضي، لكنها استبقت مراجعتها تلك باقتباس ربما يثير الكثير من الجدل.

وتقول المفتي في تعليق لها على "تغريبة القافر" قبيل نشر مراجعتها الكاملة للرواية، إن "البنية الرئيسية لحكاية بطلها سالم مطابقة لبطل رواية (العطر) للكاتب باتريك زوسكيند التي صدرت عام 1985.

وأثار كلام المفتي، التي تصر على أنه يمثل وجهة نظرها، وليس اتهاماً للكاتب، ردود فعل واسعة بين نخب ثقافية عربية، بينها المؤلف العماني القاسمي ذاته، والمترجم العربي لرواية "العطر" من الألمانية إلى العربية، كاميران حوج.

وكتب القاسمي في رده على تعليق المفتي المثير للجدل حول روايته: "نعم كلامها صحيح، وستلاحظ أن في نهاية الرواية توقيع من زوسكند بعدم الممانعة"، فيما يبدو أنه رد ساخر أنهاه برمز يشير للضحك في "فيسبوك"، الذي كان ساحة الجدل حول الرواية.

كما حضر مترجم الرواية، كاميران حوج، في الجدل الدائر، حيث تباينت ردود الفعل بشكل واضح في التعليقات على ملاحظة المفتي في صفحتها الشخصية على "فيسبوك"، وقال متسائلاً: "أتمنى معرفة المزيد، لم أقرأ الرواية العربية، لكني بحكمي ترجمت العطر، يهمني جدًّا معرفة مدى التطابق أو التناص".

وتقول المفتي في ردها على حوج: "أستاذ كاميران، يمكن القول إن هناك تناص أو تأثير متبادل بين شخصيتي (القافر) في رواية (تغريبة القافر) للقاسمي وبين بطل رواية (العطر)".

وأضافت: "في كلتا القصتين، يولد البطل في ظروف غير عادية؛ فالبطل في رواية القاسمي يولد في أحد الآبار، مما يمنحه حاسة سمع قوية تمكنه من سماع جريان المياه داخل الأودية، ويكبر وهو منبوذ داخل قريته. بينما يولد بطل رواية (العطر) في سوق السمك، ويمتلك حاسة شم قوية. هذا التشابه يعكس تأثيرًا متبادلاً بين الشخصيتين ويبرز تقاربًا في بنية الشخصيات".

كما ردت المفتي على هيثم عويشي، الذي قال معارضاً ملاحظتها: "لا أوافقك الرأي إطلاقا، لا وجه تشابه أو تقارب بين شخصية القافر وشخصية جون بابتيست غرينوي، ولا تشابه أو تطابق في أسلوب القاسمي وزوسكيند.. لو هناك أي تطابق حبذا لو يكون هناك مقال مؤيد ومقنع".

وقالت المفتي: "لست كاتبة مقال، أنا قارئة وكتبت وجهة نظر فقط قبل ما أكتب مراجعتي عن الرواية".

وتدير المفتي دار نشر ومكتبة في إسطنبول، حيث ينشط سوق الكتاب العربي مع وجود ملايين العرب في تركيا، ومن المقرر أن تصدر مراجعة كاملة للرواية في وقتٍ لاحق.

وتدور أحداث الرواية، حول استعانة القرى في بحثها عن منابع المياه الجوفية بسالم بن عبد الله، وتكون حياة القافر منذ ولادته مرتبطة بالماء؛ فأمّه ماتت غرقا، ووالده طُمر تحت قناة أحد الأفلاج حيث انهار عليه السقف، وينتهي سجينا في قناة أخرى ليبقى هناك يقاوم للبقاء حيًّا.

والأفلاج نظام فلاحي لريّ البساتين، مرتبط بالحياة القروية في عُمان ارتباطا وثيقا، ودارت حولها الحكايات والأساطير.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com