ارتفاع معدلات الجريمة في أوكلاند الأمريكية يهدد بتحولها إلى "مدينة أشباح"

انخفضت جرائم العنف والجنايات الأخرى، في العام 2023، في كبريات المدن الأمريكية. لكنها ارتفعت في أوكلاند الواقعة في ولاية كاليفورنيا.

ووفقًا لبيانات الشرطة، فقد زادت عمليات السطو بنسبة 38%، العام الماضي، في أوكلاند. وقفزت سرقة السيارات بنسبة 44%. وفي السنة الماضية أيضًا، تعرَّض ما يقرب من واحد من كل 30 من سكان أوكلاند لسرقة سيارة، وفقًا لتحليل أجرته صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل".

وأعلن حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، يوم الثلاثاء، أنه سيتخذ إجراءات، حيث نشر 120 ضابطًا من كوادر دوريات الطرق السريعة في كاليفورنيا في أوكلاند والمنطقة المحيطة بها لإجراء عملية إنفاذ القانون. والهدف القضاء على الجرائم، بما في ذلك سرقة المركبات، وسرقة محال البيع بالتجزئة، وجرائم العنف.

وقال نيوسوم في بيان إن ما يحدث في هذه المدينة الجميلة والمنطقة المحيطة بها أمر مثير للقلق وغير مقبول.

وكان أصحاب الأعمال يناشدون، منذ أشهر، طالبين المساعدة. وقال أحدهم إن "السكان والشركات انسحبوا من المدينة" بسبب ارتفاع معدلات الجريمة، ومخاوف تتعلق بالسلامة العامة. وفي سبتمبر/أيلول الماضي، توقف أصحاب الأعمال وسط المدينة عن العمل لمدة يوم لحث قادة المدينة والولاية على تحسين السلامة في المنطقة.

وفي الصيف الماضي، نصحت شرطة أوكلاند السكان باستخدام أبواق الهواء لتنبيه الجيران من المتسللين، وإضافة قضبان أمنية إلى أبواب ونوافذ منازلهم.

وانسحب السكان والشركات من وسط المدينة، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى مخاوف تتعلق بالسلامة العامة. وقد أدى ذلك إلى ترك عدد أقل من الناس في الشوارع، وخلق المزيد من الفرص للسرقة وغيرها من الجرائم.

ولا يقتصر الأمر على الشركات الصغيرة فقط، فقد انسحبت أيضًا الشركات الوطنية من المدينة وتقوم حاليًّا باتخاذ إجراءات إضافية لحماية العمال.

وأعلنت سلسلة المطاعم الشهيرة "إن آند آوت برغر" عن قرب إغلاق أحد مطاعمها بشكل دائم للمرة الأولى على الإطلاق بسبب اقتحام السيارات، وتلف الممتلكات، والسرقة، والسطو المسلح الذي يستهدف الموظفين والعملاء. كما أعلنت سلسلة مطاعم "دينيس" إغلاق موقعها الوحيد في أوكلاند بعد أكثر من 54 عامًا، بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة العامة.

ولا توجد إجابة سهلة لشرح سبب زيادة الجريمة في أوكلاند، لكن علماء الجريمة يقولون إن جائحة كورونا كان لها تأثير كبير.

لقد تم تقليص خدمات الشرطة، وبرامج منع العنف في أوكلاند، ومع الارتفاع المستمر لأسعار المساكن في المدينة وفي جميع أنحاء كاليفورنيا، تضاعفت مخيمات المشردين على الأرصفة، وتحت الطرق الالتفافية السريعة.

وتقول الشرطة وجماعات الدفاع عن إنفاذ القانون إن هناك حاجة إلى مزيد من رجال الشرطة في الشوارع. ودعا قادة الأعمال إلى سياسات أكثر صرامة للسلامة العامة في المناطق التجارية في أوكلاند، مثل السماح للشرطة بإيقاف حركة المرور للمركبات ذات النوافذ الملونة بشكل غير قانوني، وزيادة دوريات شرطة الشوارع.