الكشف عن مواد كيميائية أبدية في المزروعات

أصدر باحثون تحذيرًا بعد اكتشاف وجود مواد كيميائية سامة ثابتة، تُعرف باسم "المواد الكيميائية الأبدية"، في الفواكه والخضروات والتوابل التي يتم استهلاكها بشكل شائع في جميع أنحاء المملكة المتحدة. ويأتي هذا الكشف في الوقت الذي أظهرت فيه نتائج الاختبارات الحكومية الأخيرة أفظع المخالفين في سلسلة الإمدادات الغذائية، مما أثار مخاوف بشأن الآثار الصحية المحتملة.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الإندبندنت"، يتم استخدام المواد الكيميائية الأبدية، والتي يشار إليها علميًا باسم PFA، في بعض المبيدات الحشرية، وقد تم اكتشافها في العديد من المواد الغذائية وفقًا للاختبارات الحكومية لعام 2022. هذه المواد الكيميائية، المشهورة بطول عمرها في البيئة، هي مواد لا تتحلل بسهولة بل يمكن أن تستمر لعدة قرون وترتبط بحالات صحية خطيرة بسبب ميلها إلى التراكم في الكائنات الحية.

وقد كشف تحليل أجرته شبكة العمل ضد المبيدات الحشرية في المملكة المتحدة، وهي مؤسسة تعمل على تعزيز الزراعة المستدامة وحماية البيئة، على نتائج الاختبار أن ثمار الفراولة هي الأكثر تلوثًا، حيث تحتوي 95٪ من 120 عينة اختبار على مبيدات PFA. وجاء العنب بعد ذلك مباشرة، حيث أظهرت 61% من 109 عينات تلوثًا، إلى جانب الكرز (56% من 121 عينة)، والسبانخ (42% من 96 عينة)، والطماطم (38% من 96 عينة). بالإضافة إلى ذلك، أظهر الخوخ والخيار والمشمش والفاصوليا معدلات تلوث لا تقل عن 15٪ في العينات التي تم تحليلها.

في حين أشار التقرير الصادر عن اللجنة الاستشارية المعنية ببقايا المبيدات الحشرية التابعة لوزارة البيئة البريطانية إلى أن 56.4% من العينات التي تم اختبارها إيجابية لبقايا المبيدات الحشرية، كانت هذه المستويات أقل من الحد الأقصى لمستوى المخلفات الذي يسمح به القانون. ومع ذلك، فإن 1.8% من العينات احتوت على بقايا مبيدات تتجاوز الحد القانوني.

وعلى الرغم من التأكيدات التي قدمتها الهيئة التنفيذية للصحة والسلامة في المملكة المتحدة فيما يتعلق بتقييم مخاطر بقايا المبيدات الحشرية، شددت شبكة العمل ضد المبيدات الحشرية على أن الحدود القصوى لمخلفات المبيدات لا تضمن بالضرورة سلامة مستويات مبيدات الآفات في الأغذية. وجادلوا بأن مثل هذه اللوائح تتجاهل الطرق البديلة للتعرض للمواد الكيميائية الأبدية، مثل تغليف المواد الغذائية البلاستيكية، ومياه الشرب، والمنتجات المنزلية المختلفة.

أعرب نيك مول، ممثل شبكة العمل ضد المبيدات الحشرية، عن قلقه العميق بشأن المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بتناول هذه المواد الكيميائية، ودعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من التعرض لها. كما حثت شبكة العمل ضد المبيدات الحشرية الحكومة على حظر 25 نوعا من المبيدات الحشرية، تحتوي على المواد الكيميائية الأبدية، ويتم استخدامها حاليًا، ستة منها مصنفة على أنها "شديدة الخطورة". كما دعوا إلى زيادة الدعم للمزارعين للانتقال إلى بدائل أكثر أمانًا واستدامة.

وقد أكد الدكتور شوبهي شارما من منظمة Chem Trust لحماية البيئة هذه المخاوف، مؤكدا على الحاجة الملحة لوقف استخدام المواد الكيميائية الأبدية لمنع المزيد من التلوث. وسلط الضوء على عدم موافقة أفراد الشعب على التعرض لهذه المواد الكيميائية الضارة، داعيا إلى بذل جهود جماعية لمعالجة هذه القضية المنتشرة.