اكتشاف جديد يلقي الضوء على آلية الوراثة اللاجينية
ألقى اكتشاف جديد من كلية العلوم البيولوجية في جامعة "هونغ كونغ" الضوء على العملية المعقدة التي يتم من خلالها وراثة المعلومات اللاجينية والحفاظ عليها أثناء انقسام الخلايا، وهي آلية نسخ الحمض النووي المسؤولة عن نقل المعلومات اللاجينية عبر أجيال الخلايا.
وتمثل النتائج، التي نشرها موقع sciencedaily، قفزة كبيرة إلى الأمام في فهم كيفية حدوث تغييرات محددة في نشاط الجينات، وتوفر طرقًا واعدة لعلاجات جديدة تستهدف السرطان والأمراض اللاجينية الأخرى.
وأبحرت الدراسة في الفهم الأساسي لكيفية قيام مخططنا الجيني، إذ يلعب علم الوراثة اللاجينية، وهو نظام من المفاتيح الجزيئية، دورًا محوريًّا في تنظيم التعبير الجيني دون تغيير تسلسل الحمض النووي نفسه. وتؤثر عوامل مثل التغذية، والإجهاد، والتعرض البيئي على هذه المفاتيح، وتشكل سمات الفرد وقابليته للإصابة بالأمراض.
داخل خلايا الجسم، يتم تنظيم الحمض النووي بشكل معقد في الكروماتين، حيث تعمل النيوكليوسومات كوحدات بناء. وأثناء تكرار الحمض النووي، يجب نقل الجسيمات النووية الوالدية التي تحمل العلامات اللاجينية بدقة للحفاظ على الهوية الخلوية. ويمكن أن تؤدي الأخطاء في هذه العملية إلى اضطرابات في التعبير الجيني وربما تساهم في حالات مثل السرطان والشيخوخة. ومع ذلك، حتى الآن، بقيت الآليات الجزيئية الكامنة وراء هذا النقل، والتي يسهلها الريبليسوم، بعيدة المنال بسبب التحديات التقنية في التقاط هذه العمليات الديناميكية.
وجاء الإنجاز الذي حققه فريق البحث في شكل التقاط لحظة محورية في نقل الهستونات الأبوية في شوكة النسخ، باستخدام تقنيات المجهر الإلكتروني المبرد المتقدمة. وقد حددوا مركبًا مرافقًا، يُعرف باسم FACT، يتفاعل مع الهستونات الأبوية في مقدمة الجسيم المكرر. وقد لاحظوا تموضعًا استراتيجيًّا لسداسيات الهيستون؛ ما يضمن النقل الدقيق للمعلومات اللاجينية إلى خيوط الحمض النووي المُصنَّعة حديثًا.
وشدد الباحثون على أهمية هذه المعرفة في كشف تعقيدات الوراثة اللاجينية وآثارها على تنظيم التعبير الجيني والتنمية والمرض، إذ تمثل الدراسة خطوة مهمة إلى الأمام في فهم إعادة تدوير الهستونات المقترنة بالتكرار؛ ما يوفر فرصًا للتدخلات العلاجية المستهدفة في علاج السرطان وما بعده.
وقد فتح هذا البحث جزءًا مهمًّا من اللغز المحيط بالوراثة اللاجينية؛ ما يمهد الطريق لمزيد من الاستكشاف في الآليات التي تحكم التعبير الجيني والمرض. وبينما يتعمق المجتمع العلمي في عالم علم الوراثة اللاجينية، فإن كل اكتشاف جديد يعد بتعزيز فهمنا للبيولوجيا البشرية وربما إحداث ثورة في الإستراتيجيات العلاجية لعدد لا يحصى من الحالات.
