كيف تعبُرين بابنتك "المكتئبة الغاضبة" مرحلة الخطر؟

كيف تعبُرين بابنتك "المكتئبة الغاضبة" مرحلة الخطر؟

ابنة في سن حساسة وخطرة تشعر بالاغتراب في محيطها العائلي، وأم حائرة لا تعرف ماذا تفعل معها، ويتنازعها القلق خوفا عليها.

تشكل تلك الثنائية، الأرضية التي تنطلق منها الباحثة بمجال التربية وعلم نفس النمو، سمية عبد الحليم، في كتابها "مشكلات المراهقة"، الذي يؤكد حاجة الفتيات في هذه المرحلة الحرجة إلى وجود أم تتفهم طبيعة ما تمر به ابنتها من تقلبات مزاجية حادة، ونوبات اكتئاب متكررة. والتركيز هنا على دور الأم، نظرًا لغياب الأب في الأغلب تاركا فراغًا على نحو ما، كما أنّ الأم هي الأقرب إلى الابنة في هذه المرحلة، على اعتبار أنّ الأخيرة تخطو أولى خطواتها في عالم النساء والأنوثة.

وبحسب الكتاب الصادر عن دار "الكنزي" بالقاهرة في طبعة جديدة، تنقسم مرحلة المراهقة إلى مرحلة مبكرة من سن "12 إلى 15" وأخرى متوسطة من "15 إلى 18 سنة" ومتأخرة من "18 إلى21". وبصرف النظر عن تحديد نوعية المرحلة، فإن الفتيات المراهقات يعانين من أعراض متشابهة تتمثل في القلق، والارتباك، وعدم الطمأنينة، والتغير السريع في الحالة المزاجية، وما يتبع ذلك من شعور ضاغط بعدم الاستقرار.

ويعدُّ العناد وعدم الاستماع إلى نصائح الكبار إحدى أبرز سمات المراهقة المزعجة عند الفتاة؛ ما يتطلب ذكاء وصبرا وحنانا من الأم، حتى لا تقع في فخ التعنيف والتوبيخ.

وتمر الفتاة المراهقة باضطرابات عنيفة، تتمثل في صراع الهوية، والبحث عن الذات، فهي لا تريد أن تكون كائنا تافها، وترغب في أن تكون كيانا يعامله الآخرون باحترام، كما ترغب في الاستقلال المادي والعاطفي.

وفق هذه الخلفية، تتوجه الكاتبة إلى الأم بعدة نصائح حتى تعبُر بابنتها مرحلة المراهقة، منها أن تتقبل مشاعر الغضب وعدم الاستقرار لدى ابنتها، فتتعامل معها بحب، وأن تتنبه إلى أنّ "التقبل" يعني الاحتواء وليس "التأييد" على طول الخط. ولابدّ للأم أن تتجنب جرح أو إهانة ابنتها، أو الانتقاص منها أو تعديد عيوبها، لما يخلفه من أثر عميق على نفسية الابنة المراهقة.

ومن المهم للغاية، الابتعاد عن تصنيف الفتاة أو وصفها بشكل سيىء، لاسيما في وجود الآخرين أو التنبؤ السلبي بمستقبلها، وفق ما يسمى بـ"قانون التوقعات"، وعوضا عن ذلك، لابد من منحها الثقة في نفسها والإشادة بما لديها من إيجابيات حتى لو كانت قليلة.

ومن الأشياء السلبية المألوفة في المجتمعات العربية، وفق الكاتبة، تعنيف الابنة بعبارات من نوعية "عندما كنت في سنك كنت أفعل كذا وكذا" أو "لماذا لست متفوقة مثل فلانة؟".

ولابدّ من مراعاة رهافة الحس لدى الفتاة المراهقة وحساسيتها الشديدة للتوبيخ أو النقد، بحيث يكون هناك توازن بين المديح والنقد المخفف على نحو يبني ثقة الفتاة بنفسها، ويساعدها على اكتساب خبرات الحياة، ويجعل من أمها السند النفسي لها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com