منارة "كاب سبارطيل".. معلم تراثي يتحول لمتنزّه سياحي (صور)

على ملتقى البحرين في مدينة طنجة شمال المغرب، تنتصب "منارة كاب سبارطيل" على قمة صخرة جبلية مقابلة لمضيق جبل طارق، في موقع بيئي نادر على ساحلي المتوسط والأطلسي، لتشهد على تاريخ عريق للتشوير البحري (توجيه السفن) في هذه المنطقة.

وتعد "منارة كاب سبارطيل"، قيدومة المنارات المغربية، باعتبارها أول منارة بحرية تم تشييدها على السواحل المغربية سنة 1864 في عهد السلطان محمد بن عبدالرحمن، بعد أشهر حادثة غرق عرفتها الفرقاطة التعليمية البرازيلية "دونا إيزابيلا" في المنطقة، وأودت بحياة 250 من الطلبة الضباط في 1860.

وتُوجت هذه المعلمة التشويرية البحرية، العام الماضي بلقب "المنارة التراثية" من طرف مجلس الجمعية الدولية للتشوير البحري، لتكون بذلك أول منارة عربية وأفريقية تنال اللقب.

وتستقطب هذه المنارة عددًا مهمًّا من زوار طنجة وسياحها، إذ تشكل نقطة رئيسة في المسارات السياحة للمدينة في جميع الأوقات، خصوصًا بعد مجهودات لإصلاح محيطها عمومًا، من أجل استثمار قيمتها التاريخية وموقعها المميز.

ويؤكد الروائي والمرشد السياحي، يوسف شبعة الحضري، أنه تم إحياء منارة "كاب سبارطيل" بعد ترميمها مؤخرًا في إطار مشروع طنجة الكبرى، إذ تحولت من معلم تراثي مهجور ومهمل إلى معلم سياحي كسبته طنجة.

ولفت الروائي ابن طنجة في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن هذا المعلم التراثي في طنجة أثار انتباه الكتاب الذين زاروها، على غرار الكاتب والروائي الأمريكي الراحل "بول بولز"، الذي عاش لمدة كبيرة في طنجة، وأوحت له أن يكتب إحدى رواياته المنتشرة.

وتوجد المنارة في موقع يضفي عليها جمالية، باعتبارها من أندر المشاهد البيئية الساحلية، إذ يجمع، في تناغم خاص، بين المُكوّن القاري الغابوي والمكون البحري العميق نسبيًّا، ويتضمن نظامًا بيئيًّا من بين أهم النقط الساخنة من حيث التنوع البيولوجي النباتي والحيواني في طنجة نتيجة تأثيرات البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.